ما رأيكم في الاعتداءات الجنسية التي يتعرض لها الأطفال داخل المدارس؟ إن الاعتداءات الجنسية، سواء داخل المدارس أو غيرها، هي شذوذ وتعد على حقوق الغير، وعندما تقع داخل المدرسة نعتبرها جريمة تتجاوز كل القيم والمبادئ الأخلاقية والاجتماعية وغيرها، لأن المدرسة هي المعقل الأساسي للتربية والتي تزود الطفل بكل المبادئ والقيم، غير أنه عندما تستغل بعض الأطر الإدارية أو التربوية مناصبهم وضعف القاصرين ويعتدون عليهم جنسيا هنا تقع الكارثة، لأن المجتمع لن يتقبل هذه الكارثة التي تصدر عن أطر من المفروض أن تسهر على تربية الطفل لا الاعتداء عليه، لذلك فإن الاعتداء الجنسي على الطفل هو جريمة مضاعفة ولا يمكن تقبلها بسهولة، لأنها تتجاوز كل الحدود وتنتهك كل القيم والأعراف. كيف تفسرون إقدام الأطر التعليمية على هذه الأفعال التي يجرمها القانون وتنتهك براءة الأطفال؟ أولا، لا بد من الإشارة إلى أن المنحرفين يوجدون في كل مكان سواء داخل المدارس أو غيرها، فالمنحرف هو إنسان مريض, لذلك لا نستغرب وقوعها، غير أن هؤلاء المنحرفين يتصيدون الفرصة أكثر داخل مؤسسات تعليمية ويستغلون الفضاء من أجل ممارسة نزعتهم العدوانية والشاذة، لذلك نجد هذه الممارسات أحيانا تكون من قبل الآباء داخل البيوت.
ما هو السبيل لمناهضة هذه الظاهرة؟ لا بد من التنبيه إلى أن الإطار التربوي الذي يقوم بهذه الأفعال لا يعمل وحده، فهناك أطر تربوية إلى جانبه عليهم واجب المراقبة والتبليغ، لذلك نجد أن هناك من يغض الطرف عن هذه الممارسات وهناك أطر لا يبلغون عما يقع داخل المؤسسات التعليمية، وهو ما يدخل ضمن إطار مؤامرة الصمت، لأننا نعرف أن الذين يقومون بالتحرش الجنسي داخل المؤسسات التعليمية معروفون بين التلاميذ والأساتذة والإدارة، ولكن نجد الجميع يتواطأ ويصمت، لأنه يعتبر أنه لا دخل له في الموضوع، إضافة إلى أن الآباء لا يتابعون سلوكات أبنائهم التي تتغير عندما يكون الابن ضحية اعتداء جنسي، وهذه السلوكات تتمثل أساسا في الانطواء والتقهقر والتعرض للكوابيس في النوم وغيرها من الاضطرابات التي يشخصها علماء النفس.ولابد من الإشارة إلى أن الصمت عن الاعتداء الجنسي هو الجريمة الكبرى، واللامبالاة هي الجريمة المكملة لها.