فور علمه بمحاولة فاشلة لسرقة أسلاك الهاتف، هرع والي جهة مراكش تانسيفت الحوز محمد امهيدية، رفقة عناصر تنتمي إلى المصلحة الولائية للشرطة القضائية، صوب شارع اليرموك بمراكش الذي شهد محاولة سرقة خطيرة من قبل عناصر مجهولة. ووقف والي الجهة رفقة المسؤولين على آثار هذا النوع من السرقة الذي أضحى يضرب المدينة الحمراء من حين إلى آخر. وقد قامت المصالح الأمنية، صباح أول أمس الخميس، بتحرياتها الأولية في محاولة للتوصل إلى بعض المعالم التي يمكن أن تكشف عن الفاعلين. وقد طالب والي الجهة، خلال وجوده بعين المكان، بالاتصال بالمسؤول الجهوي عن شركة «اتصالات المغرب» وإخباره بالموضوع مع ضرورة حضوره إلى مكان الحادث، على اعتبار أن الأسلاك التي تعرضت للسرقة هي في ملكية الشركة المذكورة. وحسب المعلومات المتوفر عليها من قبل مصادر جيدة الاطلاع، فإن هذه الجريمة قد نفذت ليلة الأربعاء الخميس من قبل عصابة يتراوح عدد أفرادها بين اثنين وثلاثة، استعملوا بعض التقنيات المتطورة، مما جعلهم ينفذون عمليتهم بنجاح. وليست هذه المرة الأولى التي تنفذ فيها مثل هذه العمليات بالمدينة الحمراء، ففي أواسط شهر يناير الماضي فككت عناصر الفرقة الأولى للأبحاث بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية في جامع الفنا عصابة مكونة من خمسة أفراد، تتراوح أعمارهم ما بين 24 و45 سنة، متخصصين في سرقة الأسلاك الكهربائية والكابلات الهاتفية التابعة لشركة «اتصالات المغرب» في مراكش. وقد قامت هذه العصابة بقطع 670 خطا هاتفيا بالمشور السعيد والمنطقة السياحية أكدال. وجرى إخضاع المتهمين للتحقيق في ظروف وملابسات جرائم السرقة التي اقترفوها، بناء على تعليمات من وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية في مراكش. وقادت التحريات الأولية، بعد فرض حراسات ومراقبات سرية على الأماكن التي يتردد عليها أفراد العصابة لتنفيذ عملياتهم الإجرامية، إلى إيقاف المتهم الرئيسي في القضية، ويدعى حسن، من مواليد 1986، بمدينة مراكش، بينما كان على متن دراجته النارية التي خصصها لنقل الأسلاك الكهربائية والهاتفية المسروقة، ومستخلصاتها من المواد النحاسية إلى أحد محلات بيع المتلاشيات. وبعد إخضاعه للتحقيق، دل المحققين على شركائه الذين يفرزون الأسلاك المعدنية عن طريق حرق الأنابيب البلاستيكية أو قطعها بالسكين والاحتفاظ بها في محل بيع المتلاشيات المذكور، في انتظار بيعها، بعد نقلها على متن شاحنات إلى منطقة دكالة. وكشفت التحقيقات الأولية، التي باشرتها عناصر الشرطة القضائية مع باقي المتورطين في عمليات السرقة، أن أحد المتهمين، الذي يعمل بإحدى شركات الكهرباء، استغل منصبه في تسيير إدارة الشركة، وكلف سائق سيارة الشركة بنقل كمية مهمة من الأسلاك الكهربائية إلى محل بيع المتلاشيات المذكور، في الوقت الذي أصدرت فيه المصالح الأمنية التابعة لولاية أمن مراكش مذكرة بحث وطنية في حق أربعة متهمين آخرين. وأسفرت عملية التفتيش، التي نفذتها عناصر الفرقة الأولى، بكل من محل بيع المتلاشيات ومنزل المتهم الرئيسي، عن حجز أسلاك نحاسية خاصة بالهواتف والكهرباء، و140 كيلوغراما من الأسلاك الكهربائية، و32 كيلوغراما من الأسلاك الهاتفية.