أصبح الأطفال يدمنون على مشاهدة التلفزيون حتى أن علماء النفس والاجتماع أصبحوا يطلقون عليه اسم الأب الثالث. وهو ما يدفع إلى التساؤل هل تعتبر مشاهدة التلفزيون ضررا يؤذي الطفل أم أنه يوسع مداركه؟ متى يصبح التلفزيون عدوا لدودا للطفل؟ عن هذه الأسئلة وغيرها تجيبنا غزلان بنجلون، رئيسة وحدة الطب النفسي للأطفال بمستشفى ابن رشد. تقول غزلان بنجلون، أخصائية نفسانية موضحة فوائد التلفزيون ومضاره على الصحة النفسية للطفل «لا أحد ينكر فوائد التلفزيون، لكنه اختراع ذو حدين بالنسبة للطفل فهو من جهة ينمي ذكاءه ويزيد من حجم إدراكه نحو العالم الخارجي، كما يعلمه نسج الحياة الاجتماعية والعلاقات بين الناس ويزيد من حصيلته اللغوية وعدد المفردات والمعاني التي يتعلمها إلا أن مشاهدة الأطفال للتلفزيون دون رقابة الوالدين يمكن من جهة أخرى أن تؤثر بشكل خطير عليهم». آثار الإدمان على التلفزيون جل أولياء الأمور يعتبرون جهاز التلفاز بمثابة حاضنة للأطفال ريثما ينهون واجباتهم المنزلية، وهو ما تعتبره أستاذة الطب النفسي خطأ شنيعا يرتكبه الوالدان، وتنعكس خطورته على طفلهما، خصوصا عندما يشاهد البرامج بمفرده ودون وجود شخص راشد، ذلك أن الصور والرسائل التي يتلقاها الصغير يفهمها حسب منظوره الخاص، ويحاول تطبيق ما يراه، خاصة مشاهد العنف الذي قد يمارسه على إخوته وأصدقائه لأن سنه لا يسمح له بالتمييز بين ما هو واقعي وما هو خيالي، وفي هذا الصدد تضيف غزلان قائلة لا بد للطفل أن يشاهد البرامج المحببة إليه برفقة شخص راشد حتى يدخل معه في حوار يستطيع من خلاله فهم محتوى تلك البرامج بطريقة صحيحة، لأن البرامج العنيفة التي يراها الطفل عبر جهاز التلفاز تسبب له صدمة، خاصة بالنسبة للأطفال الذين لديهم نسبة هشاشة آثار إدمانه على الطفل من آثار إدمان الطفل على التلفزيون دون رقابة تزايد معدل الخوف لديه، وفقدانه الثقة بنفسه وتعرضه للكوابيس، مما يجعله في حاجة ماسة إلى جلسات العلاج النفسي وتعاطي العقاقير الطبية. ولتفادي الانعكاسات النفسية الخطيرة لإدمان الطفل على التلفزيون تنصح الأخصائية الوالدين بتحديد ساعات مشاهدة أبنائهم اليومية للتلفزيون، على ألا تتعدى 3 ساعات كل يوم. وبالتعرف على محتوى البرامج التي يشاهدها الأطفال حتى لو كانت مخصصة لهم كما تنصح الأهل بالإجابة عن أسئلة الأطفال التي تدور في أذهانهم وتصحيح معتقداتهم الخاطئة عن أي برنامج شاهدوه وتعويد الطفل على التفريق بين ما يشاهده في الواقع والخيال. كيفية السيطرة على الطفل وعن كيفية التعامل مع الطفل عندما يرفض تقنين ساعات المشاهدة وإصراره على فرض رأيه بالعنف والصراخ تنصح الأهل بضرورة التعامل معه بهدوء دون الانزلاق إلى استعمال العنف سواء أكان جسديا أو لغويا، وفي حالة رفض الأطفال الانصياع لأوامر والديهم يمكنهم اللجوء إلى عقوبات بديلة، كالحرمان من أشياء يحبونها مثل مصاحبتهم إلى أماكن ترفيهية وغيرها.