تتخوف إنجلترا بأسرها من عودة «روني لوني» «روني المجنون» إلى تهوره، بعدما كان يبدو أن أعصابه تحت السيطرة، قبل أن يعطي بعض المؤشرات المثيرة للقلق قبل المباراة الأولى لمنتخب بلاده ضد الولاياتالمتحدة في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثالثة ضمن الدور الأول لنهائيات كأس العالم. وتجددت مخاوف الإنجليز عندما فقد ولدها الذهبي رباطة جأشه مجدداً خلال المباراة الدولية الودية أمام فريق بلاتينوم ستارز الجنوب إفريقي عندما شتم الحكم بعبارة غير لائقة «عليك اللعنة»، فأعاد إلى الأذهان شبح جيلسنكيرشن عام 2006 عندما طرد في الدور ربع النهائي خلال المباراة التي خسرها الإنجليز أمام البرتغال بعد تعرضه لاستفزاز البرتغاليين. وقال حارس المرمى الإنجليزي السابق جوردون بانكس: «تخيلوا إذا طرد روني لشتمه الحكم، سيكون ذلك قمة السخافة». وفتحت مكاتب المراهنات في العاصمة لندن من الآن الرهانات بخصوص احتمال تلقي روني للبطاقة الحمراء أو إيقافه. وقال مدرب مانشستر يونايتد السابق، طومي دوكيرتي، «لا أتخيل أن روني سيكمل النهائيات»، مضيفا ً«إذا كنت أشرف على تدريب المنتخبات المنافسة لإنجلترا، سأطلب من اللاعبين استفزازه». ولمساعدة روني على الحفاظ على برودة أعصابه، طلبت الصحف البريطانية مساعدة أحد الأسقف الإنجيليين، الذي أوصى بالصلاة، أو إحدى المعالجات النفسانيات التي نصحته برش قميصه ب«زيت الليمون الهندي». وبدا قائد إنجلترا السابق تيري بوتشر متخوفاً بدوره وقال: «معه يمكن أن يحدث أي شيء، يمكن أن ينفجر في أي وقت»، مضيفاً: «لو كنت أمريكياً لدعست على أصابع قدمه، أو قرصته، أو حاصرته». لكن فضلاً عن استفزازات اللاعبين المنافسين، فإن تذمر روني من عروضه وعروض زملائه هو الذي يؤدي إلى عدم تحكمه في أعصابه. مشاكله البدنية وتراجع مستواه في الفترة الأخيرة من الموسم الحالي تلعب كذلك دوراً في انزعاجه، إلى جانب العروض المخيبة للإنجليز في مبارياتهم الأخيرة. في مانشستر يونايتد تلقى روني (24 عاماً) علاجاً على يد طبيب نفساني اختاره الشياطين الحمر، فكانت النتيجة إيجابية جداً ولا يمكن إنكارها: منذ طرده في جيلسنكيرشن خلال المونديال عام 2006 لم يحصل روني على بطاقة حمراء واحدة. وقال مدافع تشيلسي وقائد إنجلترا السابق جون تيري «لقد تحسن روني كثيراً منذ عامين أو ثلاثة أعوام»، لكن زميله في مانشستر يونايتد، ريو فرديناند، حذر من استفزازه، وقال: «إذا خنقته، وإذا حاصرته، فإنه لن يكون روني الهادئ»، فيما قال مدرب وولفرهامبتون ميك ماكارثي: «ما يعجبني في روني هو أسلوب القتال في الشارع». ويتوقع أن تشاهد جماهير المونديال النجم روني وهو يركض لمسافة 30 متراً كالمجنون من أجل التدخل بخشونة بحق لاعب منافس، في الوقت الذي سيخفي فيه الإنجليز أعينهم وهم يصلون «لا، من فضلك لا تقم بذلك». وقال مدرب إنجلترا، الإيطالي فابيو كابيلو، الذي وصف روني في السابق بالمجنون: «يتعين علي باستمرار أن أطلب منه عدم القيام بهذه التدخلات الخشنة، حتى في التدريبات».