بعد حوالي تسعة أيام على وفاته، قضت محكمة الاستئناف بمراكش بالحكم لصالح الملياردير محمد برادة، صاحب شركة «كولورادو للصباغة» ومؤسس جريدة «لوبينيون» الناطقة بالفرنسية، بإتمام إجراءات البيع النهائي في عقار يوجد بالقرب من أحد الفنادق الشهيرة بالمدينة الحمراء، و«تسجيل محاضر الجموع العامة (المطعون فيها بالزور) بالمحافظة العقارية وتطهير الصكوك العقارية مما يوجد بها من تقييدات تحول دون نقل الملكية»، حسب ما ورد في وثيقة الحكم رقم 343 ملف عدد 612/1/09 الصادر بتاريخ 25 فبراير 2010، والذي تتوفر «المساء» على نسخة منه. وقد جاء هذا الحكم بعد أن أقرت المحكمة نفسها في 22 أكتوبر 2009، في القرار رقم 1779 في الملف رقم 264/1/2009، برفض طلب محمد برادة القاضي بإتمام بيع الأرض التي اتفق على مبلغ 7 ملايير كثمن لها التي تبلغ مساحتها 6775 مترا مربعا، وهو الثمن الذي اعتبره جمال الفيلالي الأنصاري، المتعرض للحكم الصادر لفائدة المرحوم محمد برادة، زهيدا لم يراع فيه برادة الثمن الحقيقي المتمثل في 42 مليار سنتيم، وحالة والده جواد الأنصاري الفيلالي، المصاب بمرض «الزهايمر»، حسب ما صرح به نجل جواد الفيلالي الأنصاري ل«المساء»، لكن مصدرا قانونيا على علاقة بالأنصاري الفيلالي الأب نفى، في اتصال مع «المساء»، هذا المرض، مشيرا إلى أن جمال الأنصاري رفض طلبه الذي تقدم به إلى المحكمة الابتدائية للحجر على والده، بدعوى إصابته بمرض يجعله يفقد التحكم في زمام الأمور، ويسير المؤسسات السياحية بشكل عقلاني. ويصل ثمن المتر الواحد بالأرض موضوع النزاع إلى 35 ألف درهم للمتر المربع، حسب ما أكدته خبرة تقويمية وحسابية حصلت «المساء» على نسخة منها، وذلك نظرا إلى وجودها بتجزئة ليفرناج بجليز إحدى أرقى المناطق بمراكش. في الوقت الذي ذهب جمال الفيلالي الأنصاري إلى أن والده جواد الفيلالي كان يعتقد أنه يوقع على وثيقة وعد بالبيع تتضمن مبلغ 35 ألف درهم للمتر الواحد، قال مصدر قانوني على اطلاع على الملف، رفض الكشف عن اسمه، إن جواد الفيلالي الأنصاري (الأب)، الذي يملك نسبة كبيرة من الأسهم في العقار، كان على علم بالثمن المتضمن في الوثيقة (10 آلاف درهم للمتر الواحد)، لكن الدعوى التي تقدم بها تهم عدم احترام محمد برادة بصفته مشتريا للآجال المحددة لإبرام العقد بشكل نهائي، وهو العقد الذي أبطلته المحكمة، قبل أن تقضي محكمة الاستئناف في 25 فبراير الماضي بإبطال الحكم الابتدائي والحكم بإتمام وعد البيع بين برادة والفيلالي. الغريب في النازلة أن قرار المحكمة القاضي بإتمام البيع جاء بعد وفاة محمد برادة (المشتري) في الوقت الذي لم يقم فيه ورثته الخمسة بإخبار المحكمة بوفاة الوالد، وهو الأمر الذي فسره الصادق الشرقاوي، دفاع محمد برادة، في تصريح ل«المساء»، بكون الملف كان قد دخل المداولة وأصبح جاهزا للنطق بالحكم. وأوضح المحامي بهيئة مراكش أن جواد الفيلالي الأنصاري وقع التزاما بالبيع المؤقت وهو في كامل قواه العقلية، مشيرا إلى أن المنعطف الذي عرفه الملف بدأ مع قيام نجل جواد الفيلالي بالتعرض للحكم، قبل أن يضيف أن المحكمة قالت كلمتها الفصل في ذلك بناء على الأدلة والوثائق التي أدلى بها الدفاع. وبخصوص إيراد جمال الفيلالي معلومة يمكن أن تربك الملف، وتتعلق بدخول وزير فرنسي سابق في حكومة جاك شيراك كوسيط للصلح بين الفيلالي وبرادة، وجعل هذا الأخير يتنازل عن عملية البيع، نفى الصادق الشرقاوي، دفاع برادة، هذه المعلومة متسائلا عن السبب الذي يجعل محمد برادة يصر على اللجوء إلى القضاء بينما يدعي نجل الأنصاري التوصل إلى الصلح بين الطرفين المتنازعين. وتعود تفاصيل الواقعة إلى إمضاء جواد الفيلالي الأنصاري عقد الوعد بالبيع لفائدة محمد برادة، هذا الوعد بالبيع الأحادي يتضمن توقيع الفيلالي لعقد بيع عقار بقيمة 10 آلاف درهم للمتر المربع الواحد، وقد كانت وثيقة عقد البيع، التي تتوفر «المساء» على نسخة منها، تتضمن عددا من الالتزامات من بينها غرامة 10 آلاف درهم لكل يوم تأخير ابتداء من 15 فبراير 2007 عن إفراغ الأرض، لكن الإخلال بالالتزام المرتبط بمدة عملية البيع جعل برادة يلجأ إلى القضاء من أجل إتمام عملية البيع للعقارات رقم 8842 على م/8843 على م/ 8844 على م/8845 على م/7672 على م، وهكذا مر الملف بمراحل عدة إلى أن قضت المحكمة بإتمام عملية البيع.