يعيش آلاف الطلبة المغاربة الذين تمكنوا من مغادرة أوكرانيا حالة من القلق بسبب ما وصفوه ب "الضبابية" التي تلف مستقبلهم الدراسي، ففي الوقت الذي تدرس فيه الحكومة المغربية مجموعة من الإقتراحات التي من شأنها تقديم حلول لهذه الإشكالية، يتساءل الكثيرون منهم حول مصير مستقبلهم الدراسي. وفي هذا الصدد، قالت فاطمة الزهراء، طالبة سنة رابعة طب الأسنان في تصريح ل"الصحراء المغربية"، إن متابعة الدراسة في إحدى الدول المجاورة مثل هنغاريا وبلغاريا ورومانيا يحمل مجموعة من الصعوبات، خاصة أن تكاليف الدراسة باهضة الثمن مقارنة مع أوكرانيا، مضيفة أن الدراسة بإحدى هذه الدول يتطلب تعلم اللغة والحصول على تأشيرة الدراسة، "وهو أمر يحتاج إلى الكثير من الوقت"، وفق تعبيرها. وتابعت بالقول " لا أفكر في العودة إلى أوكرانيا لمتابعة الدراسة لأنها لم تعد كالسابق، بالتالي أفضل استكمالها في إحدى الدول المجاورة أو بالجامعات المغربية"، مشيرة إلى أنها تتنظر الحلول والمقترحات التي ستقدمها الحكومة. وبخصوص الأخبار التي تم تداولها بشأن دعوة بعض الجامعات الأوكرانية الطلبة إلى العودة لاستكمال دراستهم، أوضحت فاطمة الزهراء قائلة " الخبر لا يحمل أساسا من الصحة، لم نتلقى أي اتصال من الجامعات، فالحرب لم تتوقف بعد والوضع في أوكرانيا لايزال صعبا". ورغم الظروف الصعبة، تحاول فاطمة الزهراء متابعة دراستها الجامعية عن بعد عبر الإنترنيت، موضحة أن هذه الإمكانية لا تتيح للطلبة دراسة جميع المواد التعليمية. ومن جهة أوضح محسن، طالب سنة خامسة صيدلة في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن " كل ما أتمناه حاليا هو أن تنتهي الحرب الدائرة في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن، وأن يتوصل طرفا الأزمة إلى حل للتهدئة حتى يتمكن الطلبة من العودة لاستكمال دراستهم "، معتبرا أن هذا الحل يبقى هو الأمثل للجميع. وأكد محسن أنه لا يمانع العودة إلى جامعته في حال تبين له أن الوضع لن يكون خطيرا، موضحا أنه لم يتلقى أي اتصال من قبل الجامعة أو رؤساء الأقسام للعودة للدراسة الحضورية. وأشار المتحدث إلى أن استكمال الدراسة في دول أخرى مثل رومانياوهنغاريا وبلغاريا يتضمن مجموعة من الصعوبات البيداغوجية، مؤكدا أنه يفضل حاليا متابعة دراسته عن بعد إلى غاية أن تنتهي الحرب. وكان مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة أعلن أن المغرب يدرس مقترحات لضمان استكمال الطلبة المغاربة في أوكرانيا دراستهم في دول أخرى. وذكر بايتاس، في الندوة الصحفية الأسبوعية أن هذه الدول هي رومانياوهنغاريا وبلغاريا، مشيراً إلى أن الوزارة المعنية باشرت الاتصالات اللازمة.