تثير الوضعية الوبائية العالمية لانتشار المتحور "أوميكرون" بالموازاة مع انتشار فيروس "الأنفلونزا الفصلية"، أو ما يعرف ب"لاكريب" قلق عدد من المهتمين وخبراء الصحة في المغرب، إذ يدعون إلى اليقظة والحذر من تسجيل حالات مؤكدة مصابة بالفيروسين معا. ويأتي ذلك على خلفية تسجيل أول حالة إصابة فيروسية تجمع بين كل من عدوى "أوميكرون" وفيروس "الأنفلونزا الفصلية"، لدى حامل في منطقة الشرق الأوسط، حيث أطلق على العدوى تسمية "فلورونا". وتعد "فلورونا"، عدوى مزدوجة ما بين كوفيد 19 بالمتحور "أوميكرون"19 والأنفلونزا الفصلية، وليس بتسجيل متحور جديد للسلالة الأصلية ل"كوفيد 19"، وهي عدوى تنتقل عبر الهواء، تتمثل أعراضها في ارتفاع في درجة الحرارة وحدوث تشنج عضلي إلى جانب العطس والسعال. وينضاف إلى هذه العلامات، أيضا، الشعور بألم في الحنجرة، إسهال، قيء، تعب، ألم في الرأس، وهي علامات تختلف من شخص إلى آخر، تتراوح مدة ظهورها ما بين 1 إلى 4 أيام بعد التعرض للعدوى، خلافا لعلامات الإصابة بعدوى "كوفيد 19"، والتي قد لا تظهر بعد فترة تتراوح ما بين 2 إلى 14 يوما. ويعد القاسم المشترك بين الإصابة بأوميكرون و"لاكريب" المعروف حاليا ب"فلورونا"، استهداف الالتهابات للمسالك التنفسية والخلايا الأنفية والقصبات الهواية والرئة، وفقا للمعطيات الأولية المتوفرة حول هذا النوع من الإصابة، والتي تفيد مواصلة الباحثين لاستكشاف ما إذا كان ظهورها يرتبط بوضعية وبائية تتسم بالانتشار المتسع للأنفلونزا الفصلية. وفي هذا الصدد، تحدث الدكتور مولاي سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية والتقنية للتلقيح في تصريح ل"الصحراء المغربية"، عن ضرورة يقظة المغاربة، لا سيما منهم ضعاف المناعة بأخذ حقناتهم المضادة لكوفيد19 والمضادة للأنفلونزا الفصلية، استحضارا لمعطى تسبب "لاكريب" في العديد من الوفيات سنويا عبر العالم. وأكد عفيف خطورة الجمع في الإصابة بنوعين من الفيروسات، "أوميكرون" والأنفلونزا الفصلية، "فلورونا" كونها تهدد الصحة وتعرض الحياة للخطر، ما يتطلب من الفئات الهشة صحيا والتي تشكو أمراضا مزمنة التمنيع ضد "لاكريب" والحرص على الحقنة الثالثة التي تحمي من الأشكال الخطيرة للإصابة بكوفيد19. وعدا المحافظة على الصحة الفردية، فإن التلقيحات المذكورة تحمي من ضياع الكثير من ساعات العمل بسبب الغيابات نتيجة الإصابة بهذه الفيروسات، إذ كشفت الدراسات أنه رغم خفة الإصابة بأوميكرون إلا أنه يتسبب في ضياع 7 أيام عن الحياة النشيطة ما يؤثر على عجلة الاقتصاد وديمومة الخدمات في عدد من القطاعات الحيوية، يوضح عفيف. ويعنى باحترام القواعد الاحترازية فئة الأطفال كما البالغين، إذ يتوجب عليهم ارتداء الكمامة، ابتداء من 6 سنوات، إلى جانب حرصهم على مسافة الأمان الجسدي والتنظيف المنتظم لليدين وتعقيمهما لضمان الحماية الفردية والجماعية والاستفادة من إيجابيات التمدرس الحضوري، الذي يمنح الطفل استقرارا نفسيا ويحميه من اضطرابات القلق والاكتئاب الناتج عن التعليم عن بعد، يبرز عضو اللجنة العلمية للتلقيح.