اختتم مجلس جهة مراكش- آسفي، أمس الخميس بإقليمالحوز، سلسة ورشاته التشاورية التي نظمها على مستوى عمالات وأقاليم الجهة، حول إعداد إستراتيجية تهيئة المجال الترابي وتأهيله، الهادفة إلى تثمين المؤهلات المتنوعة التي تزخر بها الجهة ورفع التحديات المستقبلية التي تواجه تنمية كل مجال ترابي. وشكلت هذه اللقاءات التشاورية، فرصة لإشراك كافة الفاعلين من سلطات محلية وهيئات منتخبة وممثلي القطاعات المعنية وكذا فعاليات المجتمع المدني، لبلورة رؤية إستراتيجية مشتركة لإعداد المجال الترابي لجهة مراكش- آسفي عبر تحديد هوية المجالات الترابية والمشاريع المهيكلة. وكان هدا اللقاء التشاوري الأخير، الذي ترأسه سمير كودار رئيس مجلس الجهة، بحضور رشيد بنشيخي عامل إقليمالحوز، مناسبة للقاء الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين، ومنتخبي الإقليم وكذا فعالياته المدنية، للتشاور بخصوص انتظارات ساكنة الإقليم وهواجسهم المستقبلية سواء على المدى القريب أو البعيد. وسبق لمجلس جهة مراكش- آسفي، أن أعطى مستهل شهر نونبر المنصرم، انطلاقة هذه اللقاءات التشاورية بمعية مكتب الدراسات المكلف بإعداد وثيقة التصميم الجهوي لإعداد التراب، في أفق بلورة المخطط الجهوي لإعداد التراب بمراكش-آسفي والذي سيشكل الوثيقة المرجعية ل 25 سنة المقبلة في هذا النطاق الترابي. ويهدف المخطط الجهوي لإعداد التراب إلى تحديد التوجهات الكبرى للمخطط الوطني لإعداد التراب على المدى المتوسط، ويعتبر أداة تخطيط وبرمجة لتصاميم التنمية المستدامة على مستوى الجهة. وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد رشيد بنشيخي عامل إقليمالحوز، على الأهمية التي يكتسيها هذا اللقاء المتعلق بالمشاورات حول الخيارات الإستراتيجية لوثيقة التشخيص الترابي الاستراتيجي بجهة مراكش- آسفي . وشدد بنشيخي على أهمية تضافر كافة الجهود قصد العمل في إطار من التآزر والتكامل بين أقاليم الجهة، لتحقيق النتائج المتوخاة. ودعا إلى النهوض بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني، عبر وضع انتظارات وتطلعات المواطنين في صلب الأولويات، وجعل العنصر البشري محركا للتنمية. من جانبه، قال سمير كودار رئيس مجلس جهة مراكش- آسفي، إن التصميم الجهوي لإعداد التراب يهدف إلى تحديد التوجهات الكبرى للمخطط الوطني لإعداد التراب على المدى المتوسط، كما يعتبر أداة تخطيط وبرمجة لتصاميم التنمية المستدامة. وأوضح كودار أن القانون التنظيمي المتعلق بالجهات، نص على ضرورة إعداد التصميم الجهوي لإعداد التراب كوثيقة إستراتيجية ومرجعية للتخطيط الترابي تتماشى وتتكامل مع برنامج التنمية الجهوية، بتشاور مع مؤسسة والي الجهة، في أفق بلورة عقد برنامج بين الجهة والدولة، وفقا لرؤية استراتيجية ومستقبلية، يتم تنفيذها على أساس نهج ترابي تشاركي يقدر المبادرات المحلية، وينشئ دينامية تنموية جهوية منسقة. وكشف كودار أن جهة مراكش- آسفي التزمت بإنجاز التصميم الجهوي لإعداد التراب وفق التوجهات الملكية السامية، التي تدعو إلى ابتكار نموذج تنموي جديد، من خلال تحديد ووضع الآليات والمشاريع اللازمة، التي تمكن من تقليص الفوارق بين المجالات الترابية المكونة للجهة، مبرزا أن التصميم الجهوي لإعداد التراب يشكل دعامة لتفعيل النموذج الجديد للتنمية، من خلال استغلال أمثل للإمكانات العديدة والموارد البشرية والطبيعية للجهة. وأشار الى أن مجلس جهة مراكش أسفي، نهج مسارا تشاوريا مع كل فعاليات الجهة، من خلال اعتماد مختلف مقترحات الإدارات والمؤسسات العمومية، وكذا الهيئات المنتخبة والفاعلين الاقتصاديين وممثلي المجتمع المدني، معربا عن الأمل في أن تشارك جميع مكونات إقليمالحوز الفتي والواعد بمؤهلاته وموارده الطبيعية والبشرية واللوجيستيكية، وذلك من أجل بلورة رؤية استراتيجية مشتركة للتنمية، من خلال تحديد الأدوار الجديدة للمجالات الترابية بالجهة. ودعا باقي المتدخلين إلى تثمين المؤهلات المتنوعة التي يزخر بها إقليمالحوز اقتصاديا وثقافيا وسياحيا، وفي هذا الصدد، أكد مروان شويوخ رئيس المجلس الإقليمي للسياحة، أن الإقليم في حاجة ماسة إلى تفعيل المقاربة اللامركزية في المجال السياحي وذلك بإحداث مندوبية إقليمية للسياحة، بالإضافة إلى تهيئة وتطوير مسارات المدارات السياحية بالمنطقة.