يستأنف عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المعين، اليوم الأربعاء، مشاوراته مع زعماء الأحزاب في أفق تشكيل الحكومة المقبلة. وكان جلالة الملك محمد السادس استقبل يوم الجمعة الماضي أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار متصدر انتخابات 8 شتنبر وعينه رئيسا للحكومة المقبلة، التي كلفه بتشكيلها. وقال رئيس الحكومة المعين إنه سيتم فتح مشاورات مع الأحزاب السياسية لتكوين أغلبية حكومية منسجمة ومتماسكة ذات برامج متقاربة. وأضاف "سنقوم ابتداء من الآن بفتح مشاورات مع الأحزاب التي يمكن أن نتوافق معها في المستقبل، من أجل تشكيل أغلبية منسجمة ومتماسكة لها برامج متقاربة"، معربا عن أمله في أن تضم هذه التشكيلة الحكومية "أعضاء في المستوى، ينفذون الاستراتيجيات الكبرى لجللة اللك والبرامج الحكومية". وانطلقت المشاورات بشكل رسمي، أول أمس الاثنين، حيث استقبل عزيز أخنوش صباح اليوم نفسه زعماء أحزاب الأصالة والمعاصرة "البام"، والاستقلال، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وبعد الظهر زعيمي حزبي الحركة الشعبية والاتحاد الدستوري. وأكد الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري، محمد ساجد، عقب لقاء الاثنين بالرباط مع رئيس الحكومة المعين عزيز أخنوش، أن حزبه مستعد للمساهمة في هذه المرحلة الفاصلة. وقال ساجد، في تصريح للصحافة، إن هذا اللقاء شكل مناسبة للتعبير "عن استعدادنا للمساهمة في هذه المرحلة الفاصلة"، مضيفا أن الحزبين تربطهما علاقات تاريخية ويتقاطعان المبادئ والتوجهات وقيم المواطنة وخدمة الوطن نفسها. وأضاف "عملنا بشكل مشترك في العديد من المناسبات، ومستعدون لمواصلة التزامنا مع حزب التجمع الوطني للأحرار كيفما كان الموقع والمسؤوليات التي نراها تتناسب وهذه المرحلة"، معربا عن تفاؤله بنجاح رئيس الحكومة المعين في مهمة تشكيل الحكومة. وقال الدكتور عبد الحفيظ أدمينو، أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط، إنه يمكن إبداء بعض الملاحظات في ما يتعلق بالنتائج الأولية للتفاوض الجاري من أجل تشكيل الأغلبية الحكومية. وأوضح أدمينو، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن الملاحظة الأولى تشير إلى أن الأحزاب السياسية التي تم اللقاء بزعمائها، ، تؤكد بطريقة أو بأخرى رغبتهم في الانضمام إلى الأغلبية الحكومية. وقال محمد بودن، المحلل السياسي ورئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، إن المشاورات بين رئيس الحكومة المعين والأحزاب السياسية تكون في بدايتها استطلاعية، مؤكدا أن الملامح العامة للمشاورات تتجلى في كونها إيجابية من حيث الخطاب. وأضاف بودن في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن الأحزاب التي شاركت في اليوم الأول للمشاورات بشأن تشكيل الحكومة، عبرت عن إمكانية وجودها كشريك لحزب التجمع الوطني للأحرار في الحكومة، مؤكدا أن هذا الأمر يضع مزيدا من الخيارات أمام رئيس الحكومة المعين، ويجعل إمكانية تشكيل الحكومة ممكنا.