أكد الدكتور الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، أن عملية تلقيح الأطفال بين 12 و17 سنة في المغرب ناجحة بشكل كبير جدا، حيث يسجل إقبال ملموس على مراكز التلقيح التي تعمل جاهدة من أجل الاستجابة لانتظارات الأطفال وأولياء أمورهم، مضيفا أن هذا الأمر تؤكده أيضا المشاركة الواسعة للمغاربة بشكل عام في الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس "كوفيد 19". وأضاف الدكتور حمضي، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن المغرب يعد من بين الدول الأوائل عالميا في ما يتعلق بتغطية أطفاله باللقاح، والذي يصل إلى 96 في المائة بخصوص اللقاحات الأخرى العادية، وهو توجه يترجمه إقبال المغاربة البالغين على عملية التلقيح وتشجيع أبنائهم الصغار على أخذ اللقاح لحماية أنفسهم ومحيطهم والمجتمع من هذا الوباء الفتاك. وأوضح الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن الطفل يشبه الشخص البالغ في ما يخص اكتساب المناعة، ويجب عليه أخذ الحقنة الأولى وبعدها الثانية، مشيرا إلى أنه بعد حوالي أسبوع أو أسبوعين تصبح مناعة الطفل مكتملة ضد فيروس كوفيد 19، ولها القوة القصوى لحمايته من هذا الوباء. وأضاف المتحدث ذاته، أنه خلال بداية الدخول المدرسي في فاتح أكتوبر المقبل لن يكون بالضرورة جميع الأطفال ملقحين أو أنه مر على أخذ الحقنتين أسبوع أو أسبوعين، لكن ستكون هناك نسبة مهمة منهم أخذت الحقنتين ونسبة أخرى أخذت الحقنة الأولى وفي انتظار الثانية، مؤكدا أنه في ظل هذا الوباء لا يمكن أن يكون خطر انتقال الفيروس "صفر"، خاصة في ظل وجود المتحور "دلتا" المعروف بسرعة الانتشار بين الأشخاص، مع عدم وجود أي لقاح يعطي نسبة الحماية من الفيروس أو عدم نقله 100 في المائة. وأكد الدكتور حمضي أن الهدف هو التقليل من المخاطر، وأنه سيتم التعامل مع كل هذه المعطيات خلال الدخول المدرسي، مشددا على أهمية التقيد بالتدابير الاحترازية والوقائية إلى جانب التلقيح، "وإلى حين انطلاق الدراسة سنرى أين وصل تلقيح الكبار ودراسة الوضعية الوبائية ببلادنا، كما سيتم التعامل مع كل حالة وكل مدرسة على حدة حسب تطور الوباء ونسبة تلقيح الأطفال". وبالنسبة للأطفال الذين لن يتمكنوا من أخذ الحقنتين بداية انطلاق الدراسة، يضيف الدكتور حمضي، سيكونون في الغالب أخذوا الحقنة الأولى وينتظرون الثانية، لأن الهدف من تلقيح الأطفال هو حمايتهم، وفي الوقت ذاته حماية أسرهم والأطر التربوية والمجتمع ككل. وأوضح متحدثنا أن التعامل مع الأطفال والمدرسة سينبني على عدد الأطفال الملقحين ونسبة تلقيح الكبار والنسبة العامة للتلقيح والوضعية البائية في المغرب، مضيفا أنه في حال كان عدد حالات الإصابة بالفيروس قليلة، إلى جانب تقدم نسبة الملقحين من الكبار والصغار وحالة وبائية متحكم فيها، سيكون معدل الخطر ضعيف جدا وستكون هناك أريحية في الدخول المدرسي. وفي حالة العكس، لا قدر الله، ستكون كفّة الإجراءات الاحترازية والوقائية هي الغالبة. ويرى الدكتور حمضي أن عملية تلقيح الكبار والأطفال تسير بشكل جيد وأن تحسن الحالة الوبائية سيجعل نسبة المخاطر ضعيفة جدا وسيتم التعامل بسهولة مع الدخول المدرسي في انتظار استكمال عملية تلقيح الفئة العمرية 12-17 سنة واكتساب المناعة الجماعية. وأردف قائلا "ننتظر أن تتقدم نسبة الملقحين الكبار والصغار من الآن إلى غاية أكتوبر المقبل وأن تتحسن الحالة الوبائية أكثر، لأنه حينها سيصبح خطر الإصابة بالفيروس قليل جدا، والأهم من ذلك ستضعف نسبة الوصول إلى أقسام الإنعاش وسيتم التحكم أكثر في الوباء وسيكون الدخول المدرسي مريحا".