تتواصل احتجاجات العاملين بالقطاع الصحي في مراكش، للأسبوع الثاني على التوالي، ضد إقصاء العاملين بالمستشفى الجامعي محمد السادس من المنحة الاستثنائية التي تعتزم وزارة الصحة صرفها لمهنيي القطاع، مكافأة لهم على صمودهم وتحصينهم للأمن الصحي للمواطنات والمواطنين المغاربة خلال جائحة كوفيد-19. وفي هذا الإطار، نظمت النقابة الوطنية للصحة العمومية، المنضوية تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل، وقفة احتجاجية أمام إدارة المركز الاستشفائي الجامعي، للتنديد بحرمان موظفي المركز من منحة كوفيد، وبما يعتبرونها "اختلالات شابت عملية التنقيط المتعلقة بنسب المردودية السنوية". وخلال هذه الوقفة، التي استغرقت حوالي ساعتين من الزمن، ردد العشرات من المتظاهرين شعارات مطالبة بالإنصاف، في احترام تام للتدابير الاحترازية والوقائية المعمول بها، كما تخللتها كلمات لمسؤولين نقابيين. وأوضح محمد الديب الكاتب العام للمكتب النقابي بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس في اتصال ب"الصحراء المغربية" أن وزارة الصحة صرفت التعويضات لموظفيها في الوقت الذي لازال العاملين بالمراكز الاستشفائية لم تتوصل بأي تعويض يذكر. وأضاف الديب أن تحفيز الأطر الصحية يمر عبر الإستجابة الفورية للملفات المطلبية لجميع الفئات، وطالب بعقد اجتماع إستثنائي للمجلس الإداري للمركز الإستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش يترأسه وزير الصحة قصد المصادقة على الترقية الإستثنائية لكافة الأطر الصحية العاملة بالمركز. واعتبر المكتب النقابي المحلي بالمركز الاستشفائي محمد السادس، التابع للنقابة نفسها، عملية تحديد نسب المردودية السنوية لموظفي بعض المصالح، بأنها كانت "مفاجئة" و"مجحفة وغير عادلة"، بالنظر إلى المجهودات الجبارة التي بذلتها ولا زالت تبذلها الشغيلة الصحية بالمركز منذ بداية الجائحة، وفي ظل أوضاعهم النفسية والمهنية المزرية، من جراء تواجدهم بالصفوف الأمامية لمحاربة داء كوفيد-19 طيلة ما يقارب سنة، بدون حتى الاستفادة من رخصهم الإدارية السنوية. وأوضح المكتب النقابي في بيان استنكاري حصلت "الصحراء المغربية" على نسخة منه، أن ما يثير الدهشة والاستغراب أكثر أن يصدر ذلك عمن سماهم بعض المسؤولين دائمي الغياب عن المصالح التي يترأسونها، والمتواجدين دوما بالمصحات الخاصة، والذين ما فتِئوا يعتبرون أنفسهم دائما على صواب دون اعتراضٍ أو مساءلة". وتابع البيان الاستنكاري بأن وزارة الصحة، ومن خلالها إدارة المركز، لازالت تلوذ إلى الصمت بخصوص استفادة موظفي المراكز الاستشفائية الجامعية من هذه المنحة من عدمها، تزامنا مع "ما ينشر من مراسلات للمديريات الجهوية للصحة ومن إعداد للوائح وملء للاستمارات المتعلقة بمنحة كوفيد الهزيلة والفئوية المخصصة للأطر الصحية"، وفي الوقت الذي يجري فيه الحديث "عن الشروع في صرفها أواخر الشهر المنصرم"، يقول البيان الذي أعلن استنكاره ورفضه التام لما وصفها ب"الممارسات المشينة وتصفية الحسابات وحرمان الموظفين من حقوقهم"، ناهيك عن "صمت إدارة المركز والوزارة الوصية عن منحة كوفيد المخصصة للأطر الصحية". في المقابل، لم يصدر عن إدارة المركز الاستشفائي الجامعي بمراكش، حتى حدود صباح أمس الثلاثاء، أي بلاغ ترد فيه على البيان النقابي المذكور.