وجه المكتب المركزي للأبحاث القضائية، المعروف اختصارا باسم "بسيج"، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أول ضربة في سنة 2016 لما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية"، بتفكيك، أمس الجمعة، خلية إرهابية تتكون من 7 متطرفين ينشطون بدار بوعزة، بنواحي الدارالبيضاء. وأكد بلاغ لوزارة الداخلية، عمم على مختلف وسائل الإعلام، أن التحريات الأولية كشفت أن زعيم هذه الخلية على صلة وثيقة بقادة ميدانيين ل"داعش" بالساحة السورية العراقية، في إطار التنسيق لتجنيد وإرسال مقاتلين مغاربة، من أجل اكتساب الخبرات العسكرية اللازمة بمعسكراته، في أفق العودة إلى المملكة لتنفيذ عمليات إرهابية تتماشى مع أجندته التخريبية. وذكر المصدر نفسه أن المشتبه بهم سيقدمون إلى العدالة فور انتهاء البحث، الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وكان المكتب المركزي للأبحاث القضائية تمكن، أخيرا، من قطع أحد أذرع تمويل "داعش"، بعد تفكيك شبكة إجرامية تنشط بكل من الناظور والحسيمة وطنجة، متخصصة في الاتجار الدولي بالمخدرات، تتكون من أربعة أفراد من بينهم عنصران يحملان جنسيات أوروبية. وأظهرت التحريات الأولية، وفق ما كشفه بلاغ لوزارة الداخلية، أن بعض عناصر هذه الشبكة الإجرامية، المتورطين كذلك في عمليات تهريب العملة وتبييض الأموال المتحصل عليها من هذا النشاط الإجرامي، تربطهم علاقات بعناصر متطرفة بالخارج وبمقاتلين تحت لواء ما يسمى ب"الدولة الإسلامية" بالساحة السورية-العراقية. يشار إلى أن المغرب نجا، أخيرا، من اعتداءات مشابهة من حيث أسلوب التنفيذ لتلك التي هزت العاصمة الفرنسية باريس يوم 13 نونبر الماضي، عقب نجاح المكتب، المعروف إعلاميا باسم "إف. بي آي المغرب"، في تفكيك شبكة خطيرة خططت لتنفيذ سلسلة من العمليات التخريبية باستعمال أسلحة نارية ومتفجرات. وضمت الشبكة 9 عناصر ألقي عليهم القبض في القنيطرة، وسلا، وقصبة تادلة، ودوار غرم لعلام، بجماعة دير لقصيبة بإقليم بني ملال، وأيت إسحاق، بإقليم خنيفرة. وأفاد بلاغ لوزارة الداخلية أنه جرى تسخير وسائل ومعدات متطورة أثناء عمليات مداهمة وإيقاف المشتبه بهم، قبل نقلهم إلى مقرات إقامتهم من أجل استكمال إجراءات التفتيش والحجز، مضيفا أن الموقوفين كانوا على صلة وثيقة بمقاتلين مغاربة بصفوف "داعش" بسوريا وليبيا، للحصول على الدعم اللوجستيكي اللازم لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية. وأشار البلاغ إلى أن التفتيش أسفر عن حجز أسلحة نارية وذخيرة حية خلال المداهمة بحي الوفاء بالقنيطرة، كما عثر بحوزة عناصر الخلية على أسلحة بيضاء وسواطير، بالإضافة إلى منشورات تدعو "للجهاد" و"التكفير"، ومخطوطات تشيد بما يسمى ب"الدولة الإسلامية"، رسومات تجسد لراية هذا التنظيم الإرهابي. وذكر المصدر نفسه أن تتبع الأظناء أظهر أن أفراد الشبكة المتشبعين بالنهج الدموي ل"داعش"، كانوا بلغوا مراحل متقدمة في التخطيط والتحضير لمشروع إرهابي خطير، بتنسيق مع قادة ميدانيين ل "داعش"، بهدف تنفيذ سلسلة من العمليات التخريبية تستهدف زعزعة أمن واستقرار المملكة وبث الرعب في صفوف المواطنين. وأوضح البلاغ أن التحريات بينت أيضا أن المشتبه بهم كانوا يعتزمون الالتحاق بصفوف ما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية" بالساحة السورية-العراقية أو فرعه بليبيا، وتلقوا تعليمات من هذا التنظيم الإرهابي لرصد منشآت ومواقع حيوية ببعض مدن المملكة، من أجل استهدافها باستعمال أسلحة نارية ومتفجرات، وفق المخططات التوسعية ل"داعش" خارج مناطق نفوذه.