تواصل الشغيلة الصحية بمستشفى ابن طفيل التابع للمركز الإستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، احتجاجاتها للأسبوع الرابع على التوالي، بعد دخولها في اعتصام مفتوح احتجاجا على قرار حذف مركب العمليات الجراحية السريعة المقدمة في إطار الاستشفاء النهاري، وتحويله إلى جناح للإنعاش خاص بمرضى "كوفيد-19′′، بطاقة استيعابية تصل إلى أكثر من 15 سريرا. وندد المحتجون بقرار تحويل مركب الجراحة السريعة بمستشفى ابن طفيل إلى جناح خاص للإنعاش مخصص للحالات الحرجة لمرضى "كوفيد 19"، في الوقت الذي لا يتوفر فيه المستشفى المذكور سوى على قسم وحيد للإنعاش الطبي، بطاقة استيعابية لا تتجاوز 10 أسرة. وأوضح أحد المحتجون أن مستشفى ابن طفيل يعاني من خصاص حاد في الموارد البشرية، إذ لا يوجد به سوى طبيبين مختصين في الإنعاش، ويتعلق الأمر بالأستاذين الخلوقي والوردي، اللذين قال إنهما يعانيان من ضغط كبير في العمل، موضحا بأنهما يتكلفان حاليا، ولوحدهما، بكل الحالات بوحدة الجراحة النهارية والمركب الجراحي للمستعجلات ومصلحة الإنعاش الجراحي، بالإضافة إلى مهامهما الإضافية بالجناح الجديد. وكانت النقابة الوطنية للصحة العمومية، التابعة للفيدرالية الديمقراطية للشغل، دعت في بيان صدر عن مكتبها المحلي، إلى خوض اعتصام مفتوح أمام مبنى إدارة المستشفى المذكور، منذ الأربعاء 24 يونيو المنصرم، داخل أوقات العمل الرسمية، ابتداءً من الثامنة والنصف صباحا إلى الرابعة والنصف زوالا، يشمل جميع العاملين، باستثناء أقسام المستعجلات والإنعاش. ويأتي هذا الشكل الاحتجاجي التصعيدي، الذي دعا إليه المكتب المحلي للنقابة الوطنية للصحة العمومية، للدفاع عن المرضى وحقهم في العلاج، وحماية للموظفين وباقي المواطنين من خطر ظهور بؤر وبائية داخل أسوار المستشفى نفسه، بعد قرار تحويل وحدة الجراحة النهارية إلى جناح للعناية المركزة خاص بمرضى "كوفيد"، وهو القرار الذي يقول البلاغ إنه يحرم مجموعة من المواطنين من حقهم في إجراء العمليات الجراحية، فضلا عن غياب أدنى شروط العزل واستشفاء مرضى كورونا المستقرة حالتهم الصحية. وحسب نصدر مسؤول بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، فإن إحداث جناح لإنعاش الحالات الحرجة المصابة بفيروس كورونا بمستشفى ابن طفيل، يأتي في سياق تفعيل قرار تجميع الحالات النشطة لمرضى "كوفيد 19" في مؤسستين صحيتين متخصصتين في كل من بنسليمان وابن جرير، بإحداث وحدتين للإنعاش قريبتين من المؤسستين الصحيتين المذكورتين. وأوضح المصدر نفسه، أن الهدف من القرار هو إخلاء مستشفى الرازي، الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 580 سريرا، باعتباره أكبر مستشفيات المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس من جميع مرضى "كوفيد"، من أجل إفساح المجال أمام باقي المرضى، في الوقت الذي قلل من احتمال انتقال العدوى من جناح الإنعاش الجديد بمستشفى ابن طفيل إلى باقي المرضى، مبررا ذلك بأن الجناح تم إحداثه بالطابق الأرضي بعيدا عن المركب الجراحي الواقع بالطابق الأول للمستشفى عينه، فضلا عن تخصيص مدخل إليه لا يلج منه باقي المرضى وكذا العاملون بالمصالح والأقسام الأخرى. وكانت إدارة المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، أصدرت بلاغا أكدت من خلاله أن وحدة طب الإنعاش لاستقبال مرضى (كوفيد-19) على صعيد مستشفى ابن طفيل، مصلحة مستقلة عن المركب الجراحي لنفس المستشفى، والذي يتواجد بالطابق الأول وليس له علاقة بمدخل وحدة طب الإنعاش الخاصة باستقبال الحالات الحرجة لمرضى "كوفيد 19" وأوضح بلاغ توضيحي للمركز الاستشفائي، أنه تم تجهيز هذه الوحدة لطب الإنعاش بمصلحة الجراحة النهارية بمستشفى ابن طفيل، وهي مجهزة بكل الوسائل الضرورية لتقديم العلاجات في ظروف تستجيب للسلامة الصحية للمرضى. وأكدت إدارة المركز الاستشفائي الجامعي، أن مصلحة الجراحة النهارية بمستشفى ابن طفيل تتوفر على مداخل خاصة مستقلة تماما عن المركب الجراحي، ولا تؤثر على سيرورة عمل هذا المركب، مبرزة أن هذه العملية ستمكن كلا من مستشفى الرازي وابن طفيل للقيام بمهمتهما الأصلية وهي التكفل بباقي المرضى. وأشار المركز الاستشفائي الجامعي إلى أن مدينتي بن جرير وبن سليمان تستقبلان مرضى كوفيد-19 الذين لا تستدعي حالتهم إلى إنعاش طبي، بينما تستمر المراكز الاستشفائية بالمملكة بالتكفل وباستقبال الحالات الحرجة لمرضى "كوفيد-19".