أمام حالة الطوارئ الصحية التي تعيشها المملكة، والظرفية العصيبة التي يعيشها العالم في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19)، قررت جمعية زهور للإبداع والثقافة والتنمية المشرفة على الملتقى الدولي للفنون التشكيلية "إفريقيا دارنا"، الذي كان من المقرر عقد دورته الثالثة خلال شهر ماي الجاري بمدينة مراكش، على الإبقاء على هذه التظاهرة الفنية وعدم تأجيلها أو إلغائها، وذلك من خلال تحويلها إلى دورة افتراضية تحت شعار ( ويزهر الربيع ) بمشاركة أزيد من 140 فنانا تشكيليا من المغرب والخارج. وتتوخى الجمعية من خلال هذه الدورة الافتراضية، التي تستضيف الفنان التشكيلي رشيد السراج كضيف شرف، مد جسور التواصل والتضامن، وبعث روح الأمل والتفاؤل والحوار الفني وتبادل التجارب الفنية بين مختلف المدارس والاتجاهات الفنية. وتقوم فكرة الدورة الافتراضية على مرحلتين يرسل في أولها الفنان المشارك تعريفا بنفسه وبلده ولمحة عن مساره الفني، ويظهر في ثانيها اللوحة التي يرغب بالمشاركة بها وتعريفا بطريقة اشتغاله، على أن يتم عرض اللوحات في الصفحة الرسمية للملتقى الدولي للفنون التشكيلية على موقع التواصل الاجتماعي (فليسبوك). وستعرض صفحة الملتقى، يوم 19 ماي الجاري، مجموعة من الأعمال التي بعث بها الفنانون المشاركون من عزلتهم الصحية، من دول عديدة هي المغرب والعراق، الجزائر وتونس واسبانيا والتايوان وبريطانيا والبحرين وسوريا، الذين سيتقاسمون من خلالها رسائل الأمل والحب والجمال، ويظهرون فيها لوحاتهم الذي تضج بكل ألوان الحياة. وسيتم خلال هذا اليوم تكريم الخطاط والفنان التشكيلي محمد البندوري وإرسال شهادات المشاركة للفنانين المشاركين في هذه الدورة الافتراضية، على أن يتم تقديم جميع لوحاتهم في إطار معرض افتراضي على الانترنيت. وقالت الفنانة التشكيلية زهراء حنصالي رئيسة الجمعية في اتصال ب"الصحراء المغربية" ارتأينا أن ننظم الملتقى على شكل دورة افتراضية لسببين، أولهما يتمثل في عدم الرغبة في إهدار الجهد الذي بذلناه وبذله الفنانون الراغبون في المشاركة في التحضير للدورة. وأضافت زهراء حنصالي أن السبب الثاني للإبقاء على تنظيم هذه الدورة في وقتها، ولو افتراضيا، يتمثل في الرغبة في إيصال رسالة واضحة تتمثل في التشبث بالحياة رغم ظروف الازمة، وترسيخ دور الفنون باعتبارها أداة لشحن العواطف وتغذية الأمل، إبان هذه الظرف العصيب الذي يمر منها العالم. وبخصوص المشاركين في هذا الملتقى، قالت الفنانة التشكيلية زهراء حنصالي، إن عدد الفنانين الذين أبدوا رغبتهم في المشاركة "فاق توقعاتنا"، موضحة أن هذه الدورة الافتراضية استقطبت أزيد من 140 فنان تشكيليا من المغرب ومن خارجه، كلهم ساهم بلوحة فنية اشتغل عليها في أوج الحجر الصحي الذي تعرفه غالبية دول العالم حاليا بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.