يحتضن هذا المهرجان المسرحي، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 28 يوليوز الجاري، تجارب مسرحية من كل اللغات والثقافات والجنسيات والتجارب، في فضاءات عبد الله العروي، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدارالبيضاء، ومسرح المركز الثقافي الفرنسي، والمركبين الثقافيين مولاي رشيد وسيدي بليوط. وقال المنظمون إنهم اختاروا شعار "البعد النفسي والاجتماعي للمسرح" تيمة محورية لدورة هذه السنة، باعتبار أن الجانب النفسي من أهم خاصيات المسرح لأنه فن حي ومباشر، يترجم حالات الممثلين، وانفعالاتهم وانطباعاتهم. ووفق هذه الاعتبارات، يضيف المنظمون، فإن "البعد النفسي يعتبر مصحة فنية، تمارس فيها عملية الاستشفاء بتقنية الاعتراف والبوح والقول والحوار والتحاور، واستخراج المكنون جهرا وسرا، والتعبير عما يخالج النفس نحو أهم دور للمسرح يسمى التطهير، ويتكامل هذا البعد مع بعد سوسيولوجي مهم، باعتبار المسرح من المجتمع وإليه. لذا، كان من الطبيعي أن يجتمع البعد النفسي والاجتماعي"، لتتكامل الأدوار على المسرح، من خلال عروض تقدمها فرق جامعية من الجزائر، والسودان، والسعودية، ومصر، وألمانيا، وكرواتيا، ورومانيا، والسويد، والتشيك، والمكسيك، وفلسطين، بالإضافة للمغرب البلد المنظم. وأشار المنظمون إلى أن دورة هذه السنة تستضيف رومانيا، باعتبارها صاحبة تجربة نفسية واجتماعية في المسرح العالمي الحديث، الذي واكب أهم محطات التأثير والتأثر والتلاقح الإبداعي والجمالي عبر المعمور وعبر التجارب المؤسسة للمسرح العربي والمغربي. ويحضر البعدان النفسي والاجتماعي في المسرح من خلال ورشات سيستفيد منها الطلبة وهواة المسرح بثانوية الخنساء، المقر السكني للمهرجانيين، ومحورها الجسد والحركة اليومية، والتنشيط من الموضوع إلى الشخص، والدراما النفسية أو مسرح الأنا، والبعد النفسي للشخصية. كما سيحضر البعدان النفسي والاجتماعي للمسرح في مائدة مستديرة، ستناقش ما يحصل على الخشبة من لحظات إبداعية لممثلين وفنيين وتقنيين بأدواتهم المتعددة. وستكرم الدورة 27 علمين مسرحيين مغربيين، هما أحمد مسعاية، الباحث الأكاديمي الذي ساهم في بناء مسرح مغربي يبحث في جذوره وفي مؤسسيه، وفي التجارب والمقترحات الإبداعية لمسرح مغربي خالص، ومحمد التسولي، الذي يجمع بين التمثيل والإخراج والتأليف المسرحي، إضافة إلى التسيير، إذ ترأس فرقة مسرحية واكب معها تحولات المسرح المغربي من مرحلة الهواة في الستينيات، إلى المرحلة الاحترافية.