قال الحرس الثوري الإيراني إن بعض بنود الاتفاق النووي تجاوزت الخطوط الحمراء، وأعلن رفضه "تقييد القدرات التسليحية" لبلاده. ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء عن محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري قوله، قبل وقت قصير من صدور قرار مجلس الأمن، "بعض أجزاء المسودة تجاوز بوضوح الخطوط الحمراء للجمهورية الإسلامية خاصة ما يتعلق بقدرات إيران العسكرية»، واضاف «لن نقبله أبدًا". من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الخطاب الذي ألقاه الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي وتوعد خلاله بتحدي السياسات الأمريكية في المنطقة رغم الاتفاق الذي أبرمته إيران مع القوى الدولية بشأن برنامجها النووي "مزعج للغاية". وقال كيري في مقابلة مع قناة العربية التلفزيونية أذاعت القناة مقتطفات منها اليوم الثلاثاء "لا أعرف كيف أفسر ذلك في مثل هذا الوقت سوى بالتعامل مع ما يبدو في ظاهره.. هذه هي سياسته. وتابع "لكني أعرف أنه عادة ما تتطور الأمور بشكل مختلف عن التصريحات التي تدلى في العلن. إذا كانت هذه هي السياسة فهذا أمر مزعج ومقلق للغاية." وأبلغ خامنئي أنصاره أن السياسات الأمريكية في المنطقة تختلف "180 درجة" مع سياسات إيران خلال خطاب ألقاه في مسجد بطهران وسط هتافات "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل". وقال خامنئي "حتى بعد هذا الاتفاق لن تتغير سياستنا تجاه الولاياتالمتحدة المتغطرسة." واتهمت دول خليجية عربية طهران بالتدخل وزعموا أنها تدعم حركات سياسية بالمال والسلاح في بلدان مثل البحرين واليمن ولبنان. وعبر كيري عن اعتقاده بأن حلفاء واشنطن العرب قادرون على التصدي للتدخل الإيراني في المنطقة. وقال "أظن أن اعتقاد الرئيس (باراك) أوباما وتقديراتنا العسكرية وتقديراتنا المخابراتية هي أنهم إذا استطاعوا تنظيم أنفسهم بشكل سليم فإن جميع الدول العربية لديها إمكانيات غير مستغلة مهمة للغاية في التصدي لأي من هذه الأنشطة. من جهة أخرى، وعد وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر وهو يقف في نقطة مراقبة الحسين غير بعيد عن بلدة المنارة على الحدود الشمالية لإسرائيل بالمساعدة وسعى لطمأنة إسرائيل من خلال دعم أمريكي سريع بعد أسبوع من إنجاز الاتفاق بين طهران والقوى الدولية الست. وقال كارتر لصحفيين رافقوه أثناء الرحلة "بالطبع يحصل حزب الله على دعم من إيران وهذا أحد الأسباب التي ستجعل الولاياتالمتحدة تواصل مساعدة إسرائيل للتصدي للنفوذ الإيراني الضار في هذه المنطقة." ودب بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل خلاف بشأن الاتفاق النووي الإيراني فقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه سيجعل بلاده وحلفاءها أكثر أمنا بينما يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي عكس ذلك. ويوم الأحد حث نتنياهو المشرعين الأمريكيين على رفض الاتفاق الذي قال إنه لن يؤدي إلا لتغذية "آلة الإرهاب الإيرانية." ويعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل هي البلد الوحيد في الشرق الأوسط المالك لترسانة نووية. وقاتل حزب الله الجيش الإسرائيلي في 2006 وبعدها عزز ترسانته وصقل مهاراته بمساعدة دمشق في الحرب ضد المعارضة المسلحة في سوريا. وتجنب وزير الحرب الإسرائيلي، موشي يعلون انتقاد كارتر ووصفه عند نقطة ما بعبارة "صديقي المقرب آش". لكنه أقر بالخلاف وحدد عددا من المخاطر التي يراها ماثلة وبينها حركة حماس الفلسطينية التي تسيطر على قطاع غزة. وقال الوزير الإسرائيلي في مؤتمر صحفي بتل أبيب وقد وقف كارتر إلى جواره "لا شك في أن الحلفاء حولنا.. مثل حزب الله وحماس.. نعتقد أنهم سيحصلون على مزيد من المال." وقال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قبل أيام إن الاتفاق النووي لن يغير من سياسة طهران الداعمة للحلفاء وبعضهم في لبنانوسوريا والفلسطينيين.