كما تم خلال هذا الحفل الذي شهد حضور باحثين وطلبة وفاعلين جمعويين، توقيع الكتاب، وكذا مناقشة مضمونه والسياق الذي صدر فيه. ولم يقتصر الإصدار الجديد، الذي يقدم تحليلا جيو-سياسيا من مستوى عال، على دور صاحب الجلالة الملك محمد السادس، باعتباره ضامنا لحرية ممارسة الأديان والدور الجوهري للمغرب كسد منيع ضد ظاهرتي الإرهاب والهجرة غير الشرعية، بل تطرق للعديد من القضايا الوطنية الأخرى، حيث أماط اللتام عن قضية الصحراء، مؤكدا أن الجزائر تخوض حربا خفية ضد جارها الغربي، لاسيما على الصعيد الدبلوماسي ومجموعات الضغط والتواصل (الدعاية)، كما كشف عن شبكات دعم "البوليساريو" في مختلف بلدان أوروبا وأمريكا اللاتينية. وتطرق المؤلف الجديد، فضلا عن ذلك، إلى دور المغرب تحت قيادة جلالة الملك في إفريقيا جنوب الصحراء، سواء على المستوى الدبلوماسي والسوسيو- اقتصادي (بفضل مشاريع التنمية)، أو على صعيد المساهمة في حفظ السلام (تحت إشراف الأممالمتحدة)، وجهود الوساطة في الأزمات الداخلية (حالة مالي)، والدعوة لإسلام معتدل ومسالم (بالتركيز على المبادرة المغربية لتكوين الأئمة الأفارقة)، داعيا إلى أن يضطلع المغرب بدور همزة الوصل بين أوروبا وإفريقيا. وأكد جون كلود مارتينيز، الأستاذ بجامعة "بانتيون أساس"، وعضو بالجمعية البرلمانية الأورو-متوسطية، أن كتاب "محمد السادس: ملك الاستقرار" هو "رد فعل من القلب والعقل معا"، لعدة اعتبارات منها كون "المغرب يشكل في منطقة المتوسط، بالوضع الذي توجد عليه، القطب الوحيد للاستقرار"، مشيرا إلى التقلبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها العديد من بلدان الحوض المتوسطي، وخصوصا ليبيا وسوريا. وشدد المؤلف على أنه في ظل هذا المخاض يتمتع المغرب باستقرار استثنائي بفضل ملكية نجحت "في التوفيق بين ما هو دنيوي وما هو روحي"، مبرزا "عبقرية الملكية" التي عرفت كيف تجمع بين الأمرين، قائلا إن الدمج بين وظيفتي رئيس الدولة وأمير المؤمنين والذي يجسده صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وفر للمغرب استقرارا جعل المملكة، البلد الذي يقع في منطقة صعبة، تحقق "انصهارا مدهشا لما هو روحي وما هو دنيوي". وحسب مارتينيز، فإن هذا الانصهار الاستثنائي قد يكون هو "سر" الاستقرار والعبقرية المغربية، مشيرا، في هذا الصدد، إلى "الربيع الدستوري" الذي قام به المغرب تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك سنة 2011. من جهته، أوضح مصطفى بنعلي، الأمين العام لجبهة القوى الديمقراطية، أن هذا اللقاء، وهو الموعد الأول ضمن منتدى الكتاب الذي أطلقه الحزب، يسعى إلى تقديم الفكر الذي حمله مؤلف الكتاب الذي يبرز الدور الحاسم للملكية في المنطقة وفي النهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والمؤسساتية للمغرب. وسجل الأستاذ بجامعة ابن طفيل محمد الزناتي، في معرض تناوله للخطوط العريضة للمؤلف الجديد، أن هذا الإصدار يتوقف عند التحديات التي لا يمكن لفرنسا وأوروبا رفعها إلا بالعمل إلى جانب المغرب ويؤكد أهمية الحوار شمال – جنوب. يذكر أن جون كلود مارتينيز سياسي فرنسي، ومدير سابق للمدرسة الوطنية للإدارة، وله عدة مؤلفات منها "الموت الرحيم أوج الرأسمالية" (2013) و"أوروبا في مهب الريح" (1989). وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء يصادف الإصدار الرسمي لمؤلف "محمد السادس: ملك الاستقرار" في فرنسا، والذي سيتلوه إصدار رسمي للكتاب ببلجيكا في سابع يونيو المقبل بمبادرة من تنسيقية الفروع الأوروبية لجبهة القوى الديمقراطية.