قام الوفد المغربي، بهذه المناسبة، بوضع إكليل من الزهور على المقبرة حيث يرقد الجنود المغاربة، الذين كانوا ضمن الفيلق الأجنبي الفرنسي، الذين سقطوا في هذه المعركة، التي كانت آخر انتصار عسكري كبير للإمبراطورية العثمانية. وتروم مشاركة المملكة في هذه الاحتفالات الوفاء بواجب الذاكرة، ونقل قيم السلام والصداقة لكل الشعوب ولاسيما للأجيال الصاعدة. وعلى هامش هذه الاحتفالات، شارك لوديي، مرفوقا بسفير المملكة بأنقرة، محمد لطفي عواد، في قمة السلام التي نظمت بأنقرة أول أمس الخميس، وسط حضور قادة البلدان التي شاركت في الحرب العالمية الأولى، وبالخصوص ولي العهد البريطاني الامير تشارلز، ورئيسا وزراء استراليا ونيوزيلندا، توني أبوت وجون كيي، إلى جانب الرئيس التركي وممثلين لدول أخرى. وتعد معركة الدردنيل، وهو اسم المضيق الذي يربط بحر إيجة ببحر مرمرة والبحر الأسود، والممر الاستراتيجي الذي كانت تراقبه القوات العثمانية، أحد أكثر معارك الحرب العالمية الأولى (1914-1918) دموية، وتعتبرها تركيا فترة نهضة شعبها. وانتهت هذه المعركة، التي بدأت يوم 25 أبريل 1915 وانتهت يوم 9 يناير 1916، لصالح القوات العثمانية وحلفائها الألمان والنمساويين والمجريين، على حساب مجموعة دول الحلفاء فرنسا وبريطانيا وروسيا. وغيرت هذه المعركة مجرى التاريخ، حيث تعتبر حدثا رسم الهوية الوطنية التركية، وبرز فيها مصطفى كمال كقائد عسكري ومؤسس للجمهورية التركية الحديثة على أنقاض الإمبراطورية العثمانية، سنة 1923.