حسب عدد من المراقبين فإن هذا الحدث الدولي يمثل ردا حازما على شطحات أعداء الوحدة الترابية الذين تلقوا ضربة موجعة وأضحوا يتخبطون خبطة عشواء بعد أن فشلوا في منع تنظيم هذا المنتدى في الجنوب المغربي. وكان وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي قد نوه، في أعقاب اجتماع مجلس الحكومة الاخير، ب "الموقف الشجاع والمسؤول الذي اتخذه القائمون على المنتدى لرفضهم كل الضغوط ومناورات التشويش والإرباك" التي تعرضوا لها بسبب اختيارهم لمدينة الداخلة "إحدى عواصم أقاليمنا الجنوبية" لاحتضان هذا الحدث الهام. وبالنسبة لعبد المالك العلوي رئيس الجمعية المغربية للذكاء الاقتصادي، فإن هذا النقاش يكشف عن حالة التشنج التي يعيشها بعض الفاعلين الذين يحاولون استغلال أية مناسبة للترويج لأطروحاتهم. وقال العلوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الجغرافية والتاريخ هما اللذان يتحكمان، مشيرا إلى أن المغرب غير مطالب بتقديم أي مبرر حول حدث ينعقد على أرضه. واعتبر أن تنظيم هذا الحدث بالمغرب يكتسي أهمية كبرى بالنسبة لجاذبية المملكة لكبريات الملتقيات الدولية التي أضحت تنظم بها بشكل متزايد. وأضاف أن تنظيم هذا المنتدى بالداخلة قبيل تفعيل الجهوية الموسعة يشكل أيضا إشارة قوية بالنسبة للأقاليم الجنوبية، التي لم تحتضن قط حدثا دوليا مخصصا للنقاش والتفكير من هذا المستوى. وفضلا عن كونه فضاء للتفكير "الذي يكون دائما مثمرا"، قال العلوي إن مثل هذا النوع من المنتديات، ومن خلال حضور دولي قوي، ستكون له فائدة كبيرة لكونه سيمكن من تسليط الضوء على المبادرات وإبراز الإنجازات التي تحققت. وتابع قائلا " لا أعتقد أن هذا النوع من الأحداث يهدف بشكل خاص إلى الترويج الترابي بالمعنى الحرفي للكلمة، لأن له وظيفة أكثر استراتيجية تتمثل في تمكين أصحاب القرار وقادة الرأي من الوقوف بعين المكان على الاستثمار الكبير الذي قامت به المجموعة الوطنية للنهوض بالأقاليم الجنوبية. وبخصوص الانعكاسات المحتملة لمثل هذا الملتقى على الأمن بإفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء، على ضوء الجهود التي يبذلها المغرب في هذا الاتجاه، قال العلوي إن الأمن بمنطقة الساحل كان "مع الأسف" موضع مزايدات منذ اندلاع نزاعات في المنطقة، حيث أن البعض يريد فرض منطق " الدولة الواقعة بمنطقة الساحل"، والذي يقصي المغرب من المعادلة. إلا أن المغرب، وبما أنه يقع في المحيط، فإن له، حسب المحلل المغربي، روابط حضارية وثقافية وروحية مع الساحل، ويمكنه بالتالي أن يقدم الكثير للنقاش ولتسوية النزاعات التي تعرفها المنطقة. وباعتباره أول منظمة تنكب على الانشغالات الكبرى لإفريقيا، يعمل منتدى كرانس مونتانا منذ 30 سنة على بناء عالم أفضل، وأكثر إنسانية وانصافا. وحسب المنظمين فإن الدورة السنوية للمنتدى، التي ستعقد بالداخلة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تروم الاحتفاء بمدينة تتمتع بموقع استراتيجي متميز، وتعتبر نموذجا للتنمية ومحورا هاما في إفريقيا. ويهدف المنتدى بالأساس إلى إتاحة الفرصة لكبار ممثلي إفريقيا وباقي العالم وكذا للسكان المحليين من أجل الحوار وتقاسم مشاريع وروئ مستقبلية. وسيشارك في المنتدى كبار المسؤولين الرسميين الذين يمثلون حكومات ومنظمات دولية وإقليمية، وبرلمانيون، ومؤسسات بنكية ومالية، وهيئات مهنية ومنظمات لأرباب العمل، وأصحاب القرار في عالم الأعمال لمناقشة المشاكل الكبرى لإفريقيا ومستقبلها ليس فقط على المستوى القاري بل أيضا في إطار التعاون جنوب جنوب.