عرفت مؤسسات التكوين المهني إقبالا نوعيا من طرف التلاميذ والطلبة الراغبين في التكوين الذي بات يوفر الخبرة في مجال الذكاء الاصطناعي، ويضمن لخريجيه متابعة دراستهم بالتعليم العالي بالجامعات والمعاهد العليا التي تتوفر على شعب في اختصاصهم، أو دخول عالم سوق الشغل عبر الاستفادة من التأطير وعدد من الامتيازات الأخرى في إطار مشروع تعاوني. وأكد مسؤول بالمعهد العالي للتكوين المهني، في تصريح ل "الصحراء المغربية"، أن أغلب معاهد التكوين عرفت إقبالا كبيرا من طرف التلاميذ الحاصلين على شهادة الباكالوريا، الذين اجتازوا مباراة الولوج إلى المعاهد، مؤكدا أن الإقبال الكبير جعل عدد من التلاميذ في لوائح الإنتظار التي سيرجع إليها خلال الأسبوع الأول من الدخول الدراسي لاستكمال نسبة ملأ أقسام التكوين. وفسّر المسؤول ذاته، سبب الإقبال الكبير على مؤسسات التكوين المهني بمختلف تخصصاته للتحولات الجدرية والنوعية التي عرفها قطاع التكوين المهني بعد تقديم خارطة الطريق الجديدة بين يدي جلالة الملك في أبريل الماضي. وقال إن "خارطة الطريق جاءت بإصلاحات نقلت التكوين المهني من ملجأ الفاشلين في الدراسة إلى جسر صوب النجاح المهني". وأوضح أن الرؤية الجديدة لقطاع التكوين المهني شددت على ملائمة التكوين المهني مع ما يتطلبه سوق الشغل، كما تتضمن إنشاء مدن للكفاءات المهنية توفر التكوينات اللازمة في المهن الجديدة والعصرية مع مواكبة التحولات التي يعرفها الاقتصاد العالمي، مبرزا أن مؤسسات التكوين المهني، الموجود على امتداد ربوع الوطن تسمح للمتكونين من التدرج في التكوين، كما أن مهن التقني المتخصص ستسمح للطلبة، بعد استكمال دراستهم بنجاح في معاهد التكوين المهني، من مواصلة دراستهم في الجامعات والمعاهد العليا. وتهدف الرؤية الجديدة للتكوين المهني إلى النهوض بمنظومة التكوين المهني، وجعلها رافعة أساسية لتنافسية الاقتصاد المغربي وإدماج الشباب، عبر إحداث مدن للمهن والكفاءات بكل جهات المملكة، تستجيب لخصوصيات وحاجيات وإمكانيات الجهة المتواجدة بها. وتقوم خارطة الطريق الجديدة للتكوين المهني على تأهيل عرض التكوين المهني، وإحداث جيل جديد من المؤسسات، واعتماد مقاربات بيداغوجية حديثة، وتحسين ولوج الشباب لمناصب الشغل، وتيسير ولوجه للقطاع المهيكل، والتوجيه المبكر وتحسين جاذبية التكوين المهني. كما تمكن من خلق ممرات بين مختلف مكونات المنظومة التعليمية، وتوفر منح للمتدربين، إضافة إلى التوفيق بين الحاجيات الحقيقية لسوق الشغل والبرامج التكوينية بمشاركة المهنيين، بهدف تأهيل قطاع التكوين المهني وإعادة هيكلة شعبه تماشيا مع متطلبات سوق الشغل، وإعطاء أهمية كبرى للتحكم في اللغات الأجنبية، وتنويع الكفاءات، وتعزيز التكوينات في المهن الأساسية والكلاسيكية. وتضمن الرؤية الجديدة للتكوين المهني تجهيز مؤسسات التكوين المهني بوحدات الإنتاج البيداغوجية ومراكز المحاكاة، والفضاءات التكنولوجية، من أجل توفير الفضاء المهني التقني والتكنولوجي الضروري لاكتساب المهارات والكفايات اللازمة للممارسة الفعلية للمهن، بهدف مواكبة التطور الاقتصادي وتنافسية المقاولات، وتثمين الموارد البشرية المؤهل بميزة تنافسية، وتحسين الإندماج المهني للشباب.