نظم مجلس المستشارين بشراكة مع مجلس جهة الدارالبيضاء-سطات وجمعية رؤساء الجهات والجمعية المغربية لرؤساء مجالس العمالات والأقاليم، والجمعية المغربية لرؤساء الجماعات، وبدعم من مؤسسة كونراد أديناور ومؤسسة وستمنستر للديمقراطية، ندوة موضوعاتية حول الفوارق المجالية وتحديات التضامن بين الجهات، الأربعاء بمقر جهة الدارالبيضاء-سطات، تنفيذا للتوصيات الصادرة عن الملتقى البرلماني للجهات. وأكد حكيم بن شماش، رئيس مجلس المستشارين أن موضوع الندوة يأتي في إطار تنزيل مسلسل الجهوية المتقدمة باعتبارها ورشا إصلاحيا وهيكليا واستراتيجيا. وأضاف بن شماش "نواجه اليوم تحديا كبيرا يتعلق بتقليص الفجوات والفوارق المجالية ما بين الجهات والجماعات الترابية"، مشيرا إلى أن العديد من الدراسات الوطنية خلصت إلى ما يؤكد خطورة التفاوتات المجالية وانعكاساتها السلبية على مسلسل التنمية. وقال رئيس مجلس المستشارين "إن النموذج التنموي المغربي الذي نطمح إليه جميعا، والذي هو قيد إعادة النظر والبناء التشاركيين يتأسس على العدالة الاجتماعية وضمان الولوج الفعلي إلى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية وعلى المساواة بين الجنسين". وقال المتحدث نفسه إن هذا النموذج يتأسس أيضا على إيلاء الأولوية القصوى للفئات الهشة وللإدماج الاقتصادي والاجتماعي للشباب عبر التكوين والتشغيل وإيجاد حلول عملية لمشاكلهم الحقيقية، وخاصة في المناطق القروية والأحياء الهامشية والفقيرة، مبرزا أن الأمر يتعلق بأسس لن تجد تجسيدها الواقعي إلا عبر تحقيق هدفين متلازمين ومترابطين هما الحد من الفوارق الطبقية ومعالجة التفاوتات المجالية. ودعا بن شماش الجميع بتسريع الانتقال الإداري والتقني من المركز إلى الجهات، والسعي نحو تطوير نماذج تنموية جهوية مبتكرة تنسجم مع الجيل الجديد للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية. ومن جهته أكد عبد الأحد فاسي فهري، وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسية المدينة، أن اللقاء يأتي في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها المحيط الدولي والوطني بإطلاق مؤسسات وأوراش هامة وإنجاز مجموعة من الاستراتيجيات القطاعية والمشاريع المهيكلة. وأفاد فهري أن المغرب انخرط في هذه الأوراش لكسب رهان التنمية المندمجة، مستحضرا خطب جلالة الملك محمد السادس الداعية إلى الحد من الفوارق والتفاوتات المجالية وبلورة رؤية مشتركة حول منظومة متكاملة لإعداد التراب تقوم على الاستشراف وإعادة التوازن وتقليص الفجوة.