تمت أمس الأحد الإشادة بشكل رسمي وقوي بالجنود المغاربة البواسل الذين ضحوا بأرواحهم من أجل حرية بلجيكا في سنة 1940، وذلك بمناسبة الاحتفال بالذكرى 74 لمعركة جومبلو (40 كلم جنوببروكسيل) . والجدير بالذكر أن نحو 233 من الجنود المغاربة قضوا في معركة جامبلو وشاستر، التي تمثل المعركة البرية الوحيدة التي انتصر فيها الجيش الفرنسي خلال الحملة التي شنها في ماي 1940 ضد الجيوش النازية الغازية، والمعركة الأولى في التاريخ العسكري العالمي التي استعملت فيها الدبابات. وبهذه المناسبة، قال رئيس مجلس النواب البلجيكي، أوندري فلاهو ، إنه "من واجبنا الاعتراف بتضحيات هؤلاء الأبطال الذين جاؤوا من بعيد ليدافعوا عن أرض لا ينتمون إليها"، مضيفا أنه فضلا "عن الأعمال البطولية لهؤلاء الجنود، فإن أسرهم عانت أيضا جراء التضحيات التي قاموا بها". وبالتالي، يضيف المسؤول البلجيكي ، فإن "دورنا اليوم يتمثل في إبراز أهمية هذه التضحيات للأجيال الشابة"، مضيفا أن ''واجب الحفاظ على هذه الذاكرة بات ضروريا لمواجهة ظهور موجات التطرف والتعصب القومي بجميع تجلياته الذي بدأ يظهر في مناطق عديدة من أوربا والعالم". وعلى نفس المنوال، أبرز رئيس بلدية جومبلو، بونوا ديسبا، أنه ''إذا كنا اليوم نشيد بقوة وبشكل رسمي وصادق بتضحيات هؤلاء الجنود الذين قضوا في الحرب ضد الغزاة النازيين، فلأننا نستشعر اليوم في قرارة أنفسنا، كرجال أحرار، كل الاعتراف الأبدي بهذه التضحيات''، وقال إن الجنود المغاربة الذين حاربوا إلى جانب إخوانهم في السلاح الفرنسيين والبلجيكيين "سيبقون على الدوام في ذاكرتنا وقلوبنا". وأشار المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكتيري، إلى أن تخليد هذه المعركة مناسبة للتأكيد على واجب الاحتفاء بالجنود المغاربة الذين ضحوا بحياتهم، في سبيل استتبات مثل الكرامة والسلم والحرية والحق في الحياة. كما أن هذا التخليد، يضيف المندوب السامي، يعد أيضا فرصة سانحة لتمرير هذه القيم النبيلة إلى الأجيال الشابة والتعريف بالذاكرة المشتركة بين المغرب وأمم أخرى، مسجلا أنه لهذه الغاية تحرص المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على المشاركة في مثل هذه الاحتفالات وتمكين الباحثين من جميع الوثائق والمحفوظات التي تتوفر عليها. وأكد المندوب السامي أن "التعريف بالذاكرة المشتركة مع الدول الأوربية ستساعد في تعزيز العلاقات المغربية مع هذه الدول، بما في ذلك بلجيكا، بما يخدم مصالح المملكة''. وأعرب رئيس جمعية ذاكرة قدماء المحاربين المغاربة في بلجيكا، أحمد الكروتي، من جانبه، عن أمله في أن تسهم التضحيات التي قدمها الجنود المغاربة في بناء مجتمع أكثر عدلا وأن تكرس قيم السلم والأخوة بين المغاربة والأوربيين. يشار إلى أن هذه الاحتفالات، التي تميزت بتحية العلمين الوطنيين لكل من المغرب وبلجيكا وفرنسا ووضع أكاليل من الزهور ترحما على أرواح الجنود المغاربة الذين سقطوا في معركة الشرف، شارك فيها كل من الأمين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، عبدالله بوصوف، وسفير المغرب في بلجيكا ودوقية لوكسمبورغ، سمير الظاهر.