رحب وزير خارجية نيبال، ماهندرا بهادور باندي، بدينامية التحول التي يشهدها المغرب تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، واصفا العلاقات بين الرباط وكاتماندو ب"الودية والمتناغمة". وقال باندي، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، إن "التحولات التي انخرط فيها المغرب تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك تحظى بالترحيب". وذكر رئيس دبلوماسية نيبال، أحد زعماء الحزب الشيوعي النيبالي وعضو التحالف الحاكم في هذا البلد الآسيوي، بأنه وعلى المستوى الجغرافي "أكيد أننا لسنا جيران، لكن على مستوى المشاعر، والتصور والأداء والممارسة، نتقاسم المواقف نفسها وندافع عن القيم نفسها في المحافل الدولية". وأكد باندي أن المغرب ونيبال، لهما التصور نفسه ويدافعان عن القيم نفسها التي تنتصر للسلم والاستقرار، والتسوية السلمية للنزاعات والأزمات، مبرزا بهذا الخصوص الاحترام المتبادل للقانون الدولي، سيما السيادة والوحدة الترابية للدول. ولدى سؤاله عن موقف بلاده من التطور الذي تشهده قضية الصحراء، كشف رئيس دبلوماسية نيبال الانخراط الإيجابي "الذي مافتئ يعبر عنه المغرب من أجل تسوية نهائية لهذا النزاع في إطار الأممالمتحدة". وبخصوص سؤال حول مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الذي قدمه المغرب من أجل الخروج من الباب المسدود في هذا المجال، اعتبر باندي أنه وفي إطار الدينامية التي يشهدها المغرب، فإن جلالة الملك أجرى تغييرات تستحق التنويه، مبرزا أن المغرب تعامل بشكل إيجابي جدا مع المسلسل الذي أطلقته الأممالمتحدة. وتابع بهذا الصدد قائلا "أعتقد أن الطرف الآخر، الجزائر، عليه أن يحترمه أيضا". وشدد، في هذا الصدد، على أن "الطرف الآخر عليه أن يجري تغييرات على منظوره وتصوره وصولا إلى توافق بشكل سلمي وواقعي، وبعقل منفتح وفي إطار احترام القانون الدولي، وميثاق الأممالمتحدة والتطلعات وحقوق الإنسان". ولدى تطرقه إلى الجانب المتصل بالتعاون بين بلاده والمغرب، شدد باندي على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية عبر التسريع بإحداث آلية للتشاور المنتظم وتشجيع الزيارات بين المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال بالبلدين. وأعرب، في هذا الصدد، عن أمله في أن يتمكن من الاستجابة للدعوة التي وجهها له صلاح الدين مزوار وزير الشؤون الخارجية والتعاون، من أجل زيارة المملكة المغربية، مبرزا أهمية الزيارات رفيعة المستوى في تعزيز العلاقات وتحديد مجالات التعاون. وكان جرى تسليم هذه الدعوة لرئيس الدبلوماسية النيبالية من قبل مدير الشؤون الآسيوية وأوقيانوسيا بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، محمد مليكي، بمناسبة لقاء عقد بكاتماندو، بحضور سفير المملكة المغربية بالعاصمة النيبالية المقيم بنيودلهي، العربي رفوح. وجرى استقبال المسؤولين، أيضا، من قبل رئيس وزراء نيبال، سوشيل كوارالا، الذي دعا إلى تطوير علاقات الصداقة القائمة بين بلاده والمغرب، مشيدا بالمناسبة بالدور الريادي الذي يضطلع به صاحب الجلالة الملك محمد السادس لنصرة السلم والاستقرار. وأكد كوارالا، الذي جرى انتخابه في فبراير الماضي على رأس حكومة دولة الهيمالايا بعد فور حزبه "نيبالي كونغرس" في الانتخابات العامة الأخيرة، بالمناسبة، أن نيبال تتقاسم مع المملكة التصور نفسه، بخصوص السلم والاستقرار كشرطين ضروريين من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. للإشارة، فإنه وبعد فترة من الحرب الأهلية تبعتها مرحلة من الجمود السياسي، انخرطت الحكومة الجديدة بثبات من أجل بناء المؤسسات الديمقراطية في نيبال واضعة كأولوية لها -وفق رئيس الدبلوماسية- صياغة دستور جديد، وتعزيز المصالحة الوطنية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. يذكر أن هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 30 مليون نسمة معروف بموقعه الجغرافي في جبال الهمالايا، ما يجعل منه نقطة جذب سياحية وإيكولوجية، سيما بفضل ما يزخر به من موارد مائية مهمة (و م ع).