تواصل السلطات المحلية بمشاركة مختلف الأجهزة الأمنية، عمليات تحرير الملك العمومي من أيدي محتليها من المقاهي والمحلات التجارية، وكذا الباعة المتجولين، في مختلف شوارع وأزقة مدينة مراكش. وخلق مشكل احتلال الملك العمومي من طرف الباعة المتجولين وأرباب المقاهي، الذين أقدموا على احتلال جزء كبير من مساحات ليست في ملكيتهم، صعوبة على الراجلين الذين يضطرون إلى السير وسط الشارع، ما يؤدي إلى وقوع حوادث السير، كما يشكل عائقا حقيقيا للسكان المجاورين، الذين أصبحوا ممنوعين من المرور إلى منازلهم. وتتصدر المقاهي لائحة المحلات التجارية التي تحتل الملك العمومي بشكل كبير، من خلال إقدام أصحاب هذه المقاهي على وضع الكراسي والطاولات أمام المساحات المقابلة لها والتابعة أصلا للملك العمومي حتى أصبح "موضة"، خلقت تنافسا بين أرباب المقاهي حول من سيتمكن من استغلال أكبر حيز ممكن. وحسب مصادر مطلعة، فإن محتلي الملك العمومي جرى إخطارهم، منذ بداية الشهر الجاري، وتمت مراقبة الوثائق والمستندات المتعلقة بتصفية متأخرات أداء كراء الضرائب والمستحقات البلدية، وهناك فعلا من كان منسجما مع القرارات الإدارية وقام بإرجاع المساحات المحتلة إلى الشارع العمومي، لكن بعض المقاهي والمحلات تجاهلت الأمر، الشيء الذي جعل السلطات العمومية تنفذ عملية منظمة مدعومة بجرافات وآليات وعمال الإنعاش الوطني لإزالة الأنقاض والشبابيك، التي تحول دون تحرك المارة في الأرصفة والممرات العمومية . وأضافت المصادر نفسها أن بعض رجال السلطة قرروا عدم الانخراط في العملية، من خلال استثناء بعض المناطق كما هو الحال في عدد من شوارع الداوديات وايسيل والشرف، في الوقت الذي شوهد عدد من أصحاب المقاهي في نقط متعددة في البديع وشارع علال الفاسي وهم يزيلون حواجز وجدرانا زجاجية وخشبية وغطاءات أقاموها فوق الملك العمومي في إطار عملية التحرير التي تشرف عليها السلطات المحلية. وخلفت هذه العملية ارتياحا وسط عموم المواطنين، لكنها خلفت استياء لدى بعض الذين استهدفوا من العملية، مدعين أن السلطات لا تطبق المسطرة بشكل متساو ضد الجميع. ومن المفارقات التي خلفتها العملية تطهير الشوارع، أن بعض المقاهي تعيد احتلال الملك العمومي بواسطة الكراسي خاصة في المساء، كما أن البعض ابتدع طريقة غريبة لشد الأغطية من الأعلى، حيث يجري تشويه المنظر العام للعمارات بواسطة حبال معدنية أو قطع من الحديد المعلق الذي يجعل البنايات والشوارع تتدلى منها بشكل مقزز. وحسب عدد من المواطنين، فإن عملية تحرير الملك العمومي إيجابية، لكن لابد من استدامتها والمرور مرة أخرى للقضاء على كل المظاهر المشينة التي تعود بعد الحملة، في حين قال أحد أرباب المقاهي إن العملية لا يجب أن تكون عملية للانتقام من البعض وترك البعض الآخر يتوسع على حساب الملك العمومي، مؤكدا ضرورة استمرار العملية لأنها مظهر من مظاهر تطبيق القانون.