احتضنت مدينة الرباط أول أمس الخميس الملتقى الثنائي لمنتدى الابتكار الأخضر، المنظم بتعاون مشترك بين إسبانيا والمغرب من قبل الوكالة الوطنية لتمويل الابتكار، بهدف الإعلان عن الإطلاق الرسمي للبرنامج الثنائي لتمويل مشاريع البحوث والابتكار التطبيقية وتبادل الخبرات بين الشركات والمؤسسات البحثية بين الدولتين. وأفادت آنخيليس إيراس، كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم العالي والبحث العلمي بإسبانيا، "إن التعاون الذي يجمع بين إسبانيا والمغرب، في المجال العلمي والابتكار، هو أفضل استثمار يمكن القيام به للمضي قدما بمستقبل البلدين المشترك". وأضافت إيراس أنه "بناء إطار للتعاون التكنولوجي بين المغرب وإسبانيا، لاسيما في ما يرتبط بالأسس المشتركة التي تهم المجالات الاستراتيجية والتكنولوجية، سيساهم لا محالة في خلق فرص للشغل، وكذا تحقيق الازدهار والعمل على ترسيخ مبدأ التنافسية المقاولاتية". يشار إلى أنه جرى ضمن فعاليات المنتدى تقديم اتفاق مشترك بين البلدين والمصادقة عليه، والذي يهدف تعزيز التنافسية المقاولاتية بكل من المغرب وإسبانيا، من خلال خلق أنشطة لنقل التكنولوجيات والبحث الصناعي والتطور التكنولوجي، ثم خلق مشاريع تهم الابتكار بغية توليد مكاسب اقتصادية في كلا البلدين. ويشمل هذا الاتفاق أحد أهم التدابير المرتبطة بهذا المجال مثل وضع برنامج التعاون التكنولوجي الثنائي "إينو- إسبا المغرب إينيرجي" (برنامج التكنولوجيا الطاقية المبتكر)، والذي ستفتح أبواب المشاركة فيه إلى غاية 31 من يناير 2019. ومن خلال هذه المبادرة التي وصفت بالمتميزة أن مركز التطور التكنولوجي والصناعي يتكلف بتمويل المؤسسات الإسبانية، بينما تتلقى المغربية تمويلها من قبل "مقاولات المغرب الصغرى والمتوسطة"، شرط أن تكون تلك المقاولات سجلت في لائحة الاتفاق المشترك التي تهم مشاريع خاصة بالطاقة المتجددة، منها تخزين وتوزيع الطاقة والشبكات الذكية والمدن الذكية، وكذا التنقل المستدام. وتخللت أشغال المنتدى ورشات سطلت الضوء على تعزيز الابتكار الأخضر ونقل التكنولوجيا الإسبانية-المغربية التي تندرج ضمنها آليات التعاون بخصوص الطاقات المتجددة أو ما يسمى "الطاقات الخضراء"، والتعريف بأنظمة الطاقات المتجددة الخاصة بكل من المغرب وإسبانيا، ثم هم النقاش مختلف أنظمة الابتكار الأخضر، من بينها الطاقات التي يمكن اعتمادها في شتى الصناعات وطرق جديدة لمقاومة التغيير المناخي ووسائل النقل والفلاحة، إضافة إلى الطاقات الذكية والرقميات ثم التنقل المستدام. وجمع منتدى الابتكار الأخضر المغربي -الإسباني أكثر من 300 شخص، بما في ذلك أكثر من 100 شركة ومراكز أبحاث من كلا البلدين، وكان الترويج لنقل التكنولوجيا وبناء القدرات وريادة الأعمال الخضراء هي الموضوعات الرئيسية في اجتماعات المائدة المستديرة، إذ حدد الخبراء الموضوعات ذات الاهتمام المشترك التي سيتم دعمها في إطار برنامج "INNO ESPAMAROC ENERGY".