احتضن مسرح محمد السادس بوجدة، مساء الجمعة الماضي، احتفالية فنية كبرى أعطي من خلالها انطلاق برنامج ثقافي وفني يتضمن أزيد من 900 نشاط بمناسبة الاحتفال بوجدة عاصمة للثقافة العربية لعام 2018. وشهد الحفل، الذي حضره عدد من وزراء الثقافة العرب والمسؤولين المحليين والدبلوماسيين والمثقفين، تقديم فقرات فنية تعبر عن الثقافة المغربية وتكريم بعض الشخصيات، حيث تم تقديم درع التكريم للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، تسلمه السفير الفلسطيني بالرباط جمال الشوبكي والذي اختير كرمز "العطاء للثقافة العربية" لعام 2018 . وتم عرض شريط "وجدة الألفية: الحضارة والتاريخ" خلال الافتتاح، ظهر خلاله ما تتميز به مدينة وجدة من معالم تاريخية وحضارية عاشت آلاف السنين، كما تم تقديم موشحات الغرناطي إضافة إلى لوحات فنية تراثية. وأفاد محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال، أن الحدث ثقافي عربي بامتياز، انطلاقا مما سيتم تنظيمه من خلال وجدة عاصمة الثقافة العربية، مضيفا أنه سيتم تنظيم أسابيع للثقافة من دول عربية إلى جانب ملتقيات ثقافية فكرية ومهرجانات، معتبرا أن ذلك سيجعل العديد من الدول العربية تطلع إلى الأوراش التي تشهدها المملكة المغربية خصوصا المنطقة الشرقية في ما يخص الفضاءات الثقافية. وصرح وزير الثقافة والاتصال ل"الصحراء المغربية" أنه من المفترض إطلاع الإخوة العرب على مجموعة من المكتسبات الواردة في دستور المملكة خصوصا في ما يتعلق بالحقوق الثقافية، معتبرا أن ذلك افتخارا لمدينة وجدة التي ستحتضن سنة من الفعاليات الثقافية. واعتبر الاعرج أن اختيار وجدة عاصمة للثقافة العربية، هو اعتراف بما تمتاز به من ثقافة حاضرة بمعالمها التاريخية، مضيفا أن أبناء المنطقة أعطوا الشيء الكثير للثقافة العربية والعالمية ويستحقون هذا التكريم. وكان الوزير أعلن في مؤتمر صحفي صباح الجمعة عن برنامج أنشطة وفعاليات وجدة عاصمة للثقافة العربية لعام 2018 ، الذي يمتد من أبريل 2018 إلى مارس 2019 . وأبرز أن البرنامج يتضمن 910 أنشطة "ما بين تظاهرات ثقافية وفنية كبرى ذات بعد وطني وعربي ودولي ومهرجانات وندوات فكرية وتكريم شخصيات ثقافية علاوة على مشاركة نحو 1200 مثقف وفنان". من جهته قال سعود هلال الحربي المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) في كلمة بالحفل "من أهداف تعيين العواصم العربية للثقافة توجيه رسالة بالغة إلى شبابنا العربي من المحيط إلى الخليج، أن هذه ثقافتنا وأننا أمة ليست مبتورة، لدينا من التراث الحضاري ما يمتد آلاف السنين سبقته عقول ووجدان الشعوب العربية على مدى هذه السنوات الطويلة". من جانبه، قال عمر حجيرة رئيس الجماعة الحضرية بوجدة، إن هذه السنة ستكون من أجل التعريف بالمدينة التي لم تكن معروفة على الصعيد العربي والدولي، معتبرا أن المناسبة فرصة لها باعتبارها مدينة تزخر بمثقفين وأدباء وشعراء، ولديها الكثير من المميزات الثقافية والتاريخية، مضيفا أن مدينة الألفية ستكون في قلب الحدث العربي لمدة سنة. وأضاف حجيرة ل"الصحراء المغربية" أن انتظاراته من خلال التظاهرة الثقافية هي أن تكون وجدة وسكانها في مستوى الحدث، مشيرا إلى أن اعتبار وجدة عاصمة الثقافة العربية هو تتويج وتكليف كبير في نفس الوقت، مضيفا أنهم تسلموا المشعل من مدينة الأقصر المصرية وهي مدينة عريقة تزخر بحمولة تاريخية كبيرة، مواصلا قوله أن مسؤولي وجدة يتحملون على عاتقهم مسؤولية كبيرة ليكونوا في مستوى الحدث لتمثيل المغرب أحسن تمثيل ويكونوا في مستوى ثقة أولئك الذين اختاروا المدينة لتكون عاصمة الثقافة العربية. من جهته، عبر رئيس الوفد القطري عن سعادته لتواجده في افتتاح وجدة عاصمة الثقافة العربية، مضيفا أن المدينة المحتضنة تعد من المدن العريقة في الوطن العربي التي تتميز بفعاليات وإمكانيات فنية هائلة وبتاريخ عريق لاحتضانها لثقافات متنوعة الشيء الذي يجعلها جديرة بأن تكون عاصمة للثقافة العربية. وتوقع رئيس الوفد القطري ل"الصحراء المغربية"، أن تكون السنة حافلة نظرا لما تحتويه المدينة وما للمغرب من مخزون ثقافي كبير، متمنيا أن تساهم دولة قطر في إنجاح الفعاليات التي ستمتد طيلة سنة بأكملها، تليق بالمدينة وبالعاصمة الثقافية، مشيرا إلى أنه ستكون هناك فعاليات عربية كثيرة ومكثفة.