لزيارة جلالة الملك إلى مالي بعد روحي يثمنه شيوخ هذا البلد الشقيق، ويتميز شيوخ وممثلو الطريقتين التيجانية والقادرية البوتشيشية بكونهم متيمين بالتوجه الديني للمملكة، وعلى رأسها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الذي يكن له رجال الدين في مالي كل المحبة والتقدير ويتبركون بمقام جلالته الشريف، كلما حظوا باستقبال ملكي على غرار استقبالهم من طرف جلالته يوم الخميس 19 شتنبر 2013 بمقر الإقامة الملكية بباماكو، حيث استقبل جلالته كلا من ممثل الطريقة التيجانية بمالي الشيخ محمد ولد شيخنا حيدرة الملقب بميوي شريف نيورو الساحل، ومحمود ديكو رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بمالي، والشيخ تييرنو هادي ثيام رئيس المجلس الفيدرالي الوطني لمريدي الطريقة التيجانية وعضو المجلس الإسلامي الأعلى المالي، وكذا الشيخ أحمدو هادي طال خليفة الطريقة التيجانية فرع العميرية بنيورو. كما استقبل جلالته، ممثل الطريقة القادرية بمالي، زكريا مايكا خليفة الطريقة القادرية فرع البوتشيشية بباماكو، والشيخ ألفا داها كونطا، خليفة الطريقة القادرية الفرع التقليدي لتمبوكتو. ويثمن شيوخ الطريقتين التيجانية والقادرية البوتشيشية الاهتمام البالغ الذي يوليه صاحب الجلالة لمالي، كما أنهم يتوسمون كل الخير في الزيارة، التي انطلقت أمس الثلاثاء، وأكد شيخان من الطريقتين التيجانية والقادرية البوتشيشية بمالي أن الزيارة الملكية لدولة مالي، تشكل لحظة قوية ذات بعد روحي بالنسبة للماليين، الذين يكنون تقديرا واحتراما كبيرين لشخص جلالة الملك. ويرى الشيخ تييرنو هادي تيامي، رئيس المجلس الفيدرالي الوطني لمريدي الطريقة التيجانية، أن هذه الزيارة هي مبعث فخر للشعب المالي الذي سيستقبل جلالة الملك بكل ما يليق به من حماس وتقدير. وأبرز الشيخ تيامي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، التقدير الكبير الذي يحظى به أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس في المنطقة بصفة عامة وبمالي على وجه الخصوص، مؤكدا أن "العلاقات بين المغرب ومالي علاقات عريقة، قائمة على التبادل الإنساني والثقافي المكثف وتطبعها المشاعر الروحية والدينية العميقة". وأشار الشيخ تيامي إلى أن "عدة مخطوطات تؤكد هذه الحقيقة"، بحيث تبرز الروابط التاريخية المتينة بين البلدين. وعبر رئيس المجلس الفيدرالي الوطني لمريدي الطريقة التيجانية، بالمناسبة، عن امتنانه العميق لصاحب الجلالة على المبادرة الملكية بتكوين 500 إمام مالي بالمغرب، معتبرا أن هذه المبادرة المحمودة تعكس بجلاء انخراط المملكة المتجدد في إعادة بناء حقل ذي أهمية قصوى بالنسبة لمالي. وأضاف أن هذه التجربة تعد نموذجا رائدا للتعاون، بما من شأنه تطويق التطرف في منطقة تعد مرتعا للنشاط الإرهابي، إضافة إلى نشر الاعتدال ومبادئ الوسطية والتسامح والانفتاح. من جهته، أشاد مقدم الطريقة القادرية البوتشيشية في باماكو الشيخ زكرياء موسى، مايغا، بالريادة الروحية والدينية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مبرزا أن هذه الزيارة ستشكل فرصة "لتجديد الروابط الروحية والدينية العميقة" بين البلدين. كما نوه، بالمناسبة، بتجربة المغرب في تدبير الشأن الديني والدور الريادي الذي تلعبه المملكة كنموذج للاعتدال والانفتاح، والتصدي للتطرف من خلال نشر القيم السمحة للإسلام.