أعلنت شركة "كروسينغ"، المتخصصة في قطاع النسيج، عن افتتاح أكاديميتها المتخصصة للتكوين في إحدى مهن النسيج، لفائدة الشباب المتحدر من الفئات الفقيرة والمهمشة. جانب من المشروع أوضح كريم الديوري، المدير العام لهذه ل "كروسينغ" في لقاء صحفي انعقد أخيرا بالدارالبيضاء، أن هذه الأكاديمية بدأت نشاطها في شهر يناير 2014، بمقر الشركة الكائن بالحي الصناعي مولاي رشيد بالدارالبيضاء، حيث سيكون على المستفيدين من التكوين تتبع برنامج تدريبي مكثف، يتوزع ما بين الدروس النظرية والتمارين العملية التي ستحظى بنسبة أكبر من حصص التأطير، الذي سيدوم حوالي ستة أشهر، يخضع فيها المتكون لتدريب سنة قبل أن ينتقل إلى التدريب على إحدى من المهن الخاصة في صناعة النسيج: الخياطة، أو مراقبة الجودة، أو تصميم الملابس، أو اللوجيستيك. وأضاف الديوري أن هذه الأكاديمية تندرج في إطار الالتزام المواطني للشركة ورغبتها في الدفع بقطاع النسيج، الذي يعد بالعديد من الفرص الواعدة نحو مزيد من المهن والتخصص، حتى يكون قادرا مستقبلا على مواجهة المنافسة الشرسة التي باتت تهدده. كما أبرز أن الأكاديمية من جهة أخرى، ستمكن فئة من الشباب ما بين 18 سنة و25 سنة، من الذين لا يتوفرون على أي مؤهل مهني، من اكتساب مهارات عملية في قطاع يعد من بين أهم القطاعات المشغلة بالمغرب. وأوضح الديوري، أنه في المرحلة الأولى من التكوين والتي ستدوم ستة أشهر، سيقتصر برنامج التكوين على مهنتين هما: تصميم الملابس والخياطة، باعتبارها الأكثر طلبا في القطاع، كما سيعهد بالتكوين إلى مسؤولين وخبراء من شركة كوسينغ، فضلا عن مكونين من خارجها من ذوي الكفاءة العالية، في إطار من التطوع وبدافع حس مواطني صرف، ولن يتم إبرام أي عقد مع العناصر المكونة، بحيث سيكون من حقها طلب الشغل في المقاولة التي تختارها، بعد استفادتها من تكوين ميداني بالمجان. من جانبه، أوضح رشيد الخياط، المدير التجاري والتسويقي ل "كروسينغ"، وعضو سابق بالمجلس الإداري بالجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة، أن هذا النموذج يمكن أن يعمم في قطاع يفتقد اليد العاملة المدربة، سيما أن الجمعية المغربية للصناعات في مجال النسيج والألبسة "أميث" سبق لها أن وقعت في سنة 2011، اتفاقية مع المكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل لتكوني 000 20 شخص خلال سنة، وذلك لتجاوز الخصاص الكبير في اليد العاملة بعد مغادرة العديد من العمال لهذا القطاع بفعل الأزمة نحو قطاعات صناعية أخرى، ومنها قطاع تركيب السيارات الذي كان الأكثر استقطاب ما بين 2008/2009، الذي كان أكثر المستقطبين، لكن بعد مرور الأزمة وتحسن الأوضاع الاقتصادية، أضحت الضرورة تفرض وبإلحاح تزويد هذا القطاع المنتج بيد عاملة جديدة تواكب ما يعرفه من دينامية، ولعل مبادرة كروسينغ، باعتبارها أحد أهم الشركات العاملة في القطاع، تندرج في هذا الإطار. وبخصوص قطاع النسيج والألبسة بالمغرب، أفاد رشيد الخياط أن هذا المجال يتوفر على فرص حقيقية للتطور والانخراط بفعالية وقوة في المشهد الاقتصادي المغربي، والتموقع كرافعة أساسية، في إطار التجارة الخارجية، من خلال التصدير بمعدلات مهمة نحو الأسواق الخارجية، وبالتالي المساهمة في جلب العملة الصعبة وخلق المزيد من فرص الشغل. واعتبر أن أهم خطوة في هذا السياق يجب أن تنطلق أساسا من معرفة حاجيات الأسواق، وبلورة رؤية استراتيجية شمولية، ومتابعة توجهات الأسواق العالمية. وأشار الخياط إلى أن المخطط الاستراتيجي ل "كوسينغ" يرمي إلى تحقي هذه المقاولة لمبلغ 400 مليون درهم أي ما يعادل 40 مليون أورو في غضون الخمس سنوات المقبلة، وحول هذا الرهان أكد أن "كروسينغ"، ستعزز مجهوداتها للتموقع بشكل أوسع بالمنطقة المتوسطية، مع افتتاح فضاء للعرض مسقبلا باسطنبول لتقريب المنتوج المغربي من هذه السوق مع ضمان تنافسيته وجودته. وأكد رشيد الخياط، أن "كروسينغ" التي تتعامل مع زبناء من فرنسا، وإسبانيا، وإيطاليا، وتركيا، وأمريكا، تستند في استراتيجيتها الانتاجية على استباق حاجيات الأسواق، من أجل تقديم منتوج متوفرة على كل مقاييس الابتكار والجودة. وبخصوص المضايقات التي تعانيها المقاولات المنظمة في قطاع النسيج، أبرز رشيد الخياط أن أخطرها يتمثل في المنافسة غير الشريفة للقطاع غير المنظم، الذي أصبح يستحوذ على حصص كبيرة من السوق الداخلي. نبذة عن كروسينغ تعد كرويسينغ التي توظف 524 مستخدما، شركة ذات مسؤولية محدودة، متخصصة في صناعة ملابس "الدجينز" الخاصة بالأطفال والرجال والنساء بمختلف أنواعها (سراويل، قمصان، تنانير). يبلغ معدل إنتاج هذه الشركة حوالي 3.5 ملايين قطعة في السنة، ولها زبائن أجانب، يصنفون في خانة الشركات التجارية الكبرى، الواسعة الشهرة والانتشارمن قبيل كامايو، وإيطام، وتيسكو، وديزيال، وطوب شوب، وبول أند بير، وزارا، وسوبير دراي، وغيرها من العلامات. وأقفلت هذه الشركة حساباتها المالية، خلال سنة 2013، بتحقيق رقم معاملات مهم هو200 مليون درهم. وتعد كروسينغ الآن من أكبر وأهم الشركات النسيجية العاملة بالقطاع في المغرب.