أجرى وزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، أمس الأربعاء بواشنطن، سلسلة من المباحثات مع عدد من المسؤولين بالخارجية الأمريكية تمحورت حول سبل تعزيز التعاون الثنائي في المجال الإعلامي. وشكلت هذه المباحثات، التي أجراها الخلفي مع كل من دانيال سيبولفيدا، منسق الولاياتالمتحدة المكلف بسياسة الإعلام والاتصالات الدولية، وإيميليا بوما مديرة مكتب الصحافة والدبلوماسية العمومية، وريشارد شميرر وجنيفر لارسون، ممثلين لمكتب الشؤون الشرق أوسطية، مناسبة للحديث عن برامج التعاون الإعلامي الممكن إطلاقها في إطار الحوار الاستراتيجي بين المغرب والولاياتالمتحدة، الذي جاء بمبادرة ملكية سامية، تعززت بزيارة العمل الرسمية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لواشنطن، وما صدر عنها من بيان مشترك تاريخي. وأبرز الوزير مختلف الإصلاحات المقرر إطلاقها في ضوء الدستور الجديد، لا سيما اعتماد قانون جديد للاتصال السمعي البصري يقوي من اختصاصات الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، ويعزز دورها في حماية احترام التعددية، والسهر على حرية المعلومة في مجال الاتصال السمعي البصري، إضافة إلى برنامج الانتقال نحو التلفزة الرقمية الأرضية، واستيعاب التحولات التكنولوجية. على صعيد آخر، أجرى الخلفي، في وقت سابق من اليوم الأربعاء، مباحثات مع نائب رئيس المركز الدولي للصحافة، باتريك باتلر، تناولت خبرة هذا المركز في مجال تأطير وتكوين الصحافيين، إضافة إلى سبل تقوية التعاون في المجال الإعلامي المتصل بالاتصال السمعي البصري. وقال الخلفي أنه تم التأكيد خلال هذا اللقاء على أهمية تعميق التعاون الثنائي في مجال الصحافة، ودعم سياسة التكوين في هذا المجال، مشيرا إلى أن المغرب انخرط في برنامج إصلاحي، شمل قانون الصحافة والصحافة الالكترونية والقانون الخاص بحرية الوصول إلى المعلومة، وإصلاح المنظومة القانونية، وتطوير منظومة الدعم والمواكبة للصحافة المكتوبة والاعتراف القانوني بالصحافة الالكترونية. وأشار إلى أنه تم التشديد أيضا على أهمية تعزيز التعاون بين المؤسسات الجامعية في المغرب والولاياتالمتحدة، على مستوى مقررات ومناهج التكوين، ووضع برامج للتدريب والتكوين والتأهيل خاصة بالصحفيين في إطار التعاون بين البلدين. وأعرب الوزير عن ارتياحه لنتائج هذه اللقاءات، التي انخرطت في مناقشة قضايا عملية إجرائية لتعميق التعاون وتطويره بالشكل الذي يخدم أهداف الحوار الاستراتيجي بين البلدين، ويشكل محطة في تنزيل البيان المشترك الصادر في أعقاب لقاء القمة الذي جمع بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الامريكي باراك اوباما بمناسبة الزيارة الملكية الأخيرة لواشنطن. من جهة أخرى، التقي الخلفي، زوال اليوم الأربعاء، برئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية، أجيت باي. وقال وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه اللقاءات، التي حضرها سفير المغرب بواشنطن، رشاد بوهلال، مكنت من استكشاف مختلف المجالات الممكنة لتعزيز التعاون الإعلامي، لاسيما على مستوى الاستفادة من الخبرة الأمريكية في ما يخص الانتقال نحو التلفزة الرقمية الأرضية، وتعزيز تمويل الإعلام العمومي وتنويعه، واعتماد نظام للمنافسة من أجل الاستفادة من الدعم العمومي في مجال الاتصال السمعي البصري والاستفادة من الصفقات المرتبطة به. وأضاف أنه تم أيضا استكشاف آليات الاستفادة من الخبرة الأمريكية في هذا المجال، خاصة في ما يتعلق ببرمجة ندوات مشتركة، ودورات للتدريب والتكوين وزيارات ميدانية للوقوف على الخبرات الأمريكية في هذا المجال، وكذا بحث مختلف أشكال الدعم التقني الممكنة من أجل تأهيل قدرات المغرب، بالنظر إلى ريادته في مجال انتشار الأنترنت على مستوى القارة الإفريقية. واستعرض الخلفي، بهذه المناسبة، مجموع الإصلاحات التي انخرطت فيها البلاد خلال العشرية الماضية وإلى غاية اليوم، ومنذ إنهاء احتكار الدولة للمجال السمعي البصري، لا سيما على مستوى إحداث الهيئة العليا للاتصال السمعي، وإصدار القانون الخاص بالاتصال السمعي البصري، واعتماد دفاتر تحملات تؤطر الخدمة التي تقدمها شركات الاتصال السمعي البصري العمومية، وإحداث مؤسسة الوسيط ومجلس وميثاق للتحرير بوكالة المغرب العربي للأنباء.