نظمت جمعية "عماد للشباب والسلام"، الكائنة بفرنسا، رحلة تربوية للمغرب، من 10 إلى 20 أكتوبر، مكنت 22 طفلا من المؤسسات الثانوية بفرنسا من التعرف على حضارة المغرب، وخصوصياته الثقافية والتربوية والاجتماعية. صورة جماعية لمسؤولي الجمعية جرى اختيار هؤلاء التلاميذ بتشاور مع مديري مؤسساتهم للمشاركة في مشروع أطلق عليه شعار "لنعش معا"، إذ خضعوا خلال هذه الرحلة إلى تأطير من قبل 5 تربويين، ترافقهم لطيفة بن زياتن، مؤسسة ورئيسة جمعية "عماد للشباب والسلام"، ومدير ثانوية جان لورسا دو سارسيل، ورشيد المهدي خبير في التنمية البشرية. واستغرقت الرحلة إلى المغرب 10 أيام، تضمنت زيارة 3 مدن بالمغرب، هي مراكش، والدارالبيضاء، والرباط، بشراكة مع البلديات المعنية، والفاعلين في الحقل السوسيو تربوي. ويهدف المشروع أساسا إلى أن يتقاسم التلاميذ، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 و13 سنة، في نهاية هذه التجربة نفس القيم، ومبادئ العيش معا ويعون احترام وروح التسامح التي تميز اللائكية، كما جرى إيواء هؤلاء الأطفال داخل أسر مغربية. وشكل المشروع انطلاقة لتبادل رحلات مماثلة من المغرب إلى فرنسا، يجري خلالها احتضان أسر فرنسية لأطفال مغاربة، في إطار برامج مماثلة مقبلة. المشروع يهدف أساسا إلى تعزيز التبادل الثقافي ما بين الأجيال، ودعم استقلالية الطفل، والتدريب على العيش المشترك، واكتشاف الحضارة المغربية من طرق للعيش والتربية وقيم التضامن... كما يهدف إلى تنظيم لقاءات بين التلاميذ المؤسسات التأهيلية والمشاركة في حلقات تربوية يؤطرها مدرسون مغاربة، ولقاءات مع صناع وشباب مغاربة في طور التعلم، وتنظيم جلسات عمل مع منتخبي المدن المعنية للتعرف على سير عمل المؤسسات المغربية. تضمن برنامج الرحلة زيارة المعلمة التاريخية الكتبية، وعدد من دور العبادة بمراكش، مثل كنيسة السانت مارتير، التي تقابل مسجد كيليز، في إشارة إلى التسامح وتعايش الديانات، وزيارة معبد يهودي بحي الملاح، ومتحف مراكش الموجود بقصر دار المنبهي، وقصر الباهية وقصر البديع، وحديقة الماجوريل، وجامع الفنا، وعدد من الأسواق... كما شمل زيارة مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء، وصومعة حسان بالرباط. وسيكون على المشاركين من الأطفال إعداد تقرير حول حصيلة الزيارة، لتقديمها كعرض لهذا المشروع الأول من نوعه لرفقائهم في مؤسساتهم التعليمية بفرنسا. هو أيضا مشروع لتقريب الشعوب الذي من شأنه خلق السلام، وقبول الآخر، والتبادل عبر زيارات ثقافية تشمل المتاحف ودور العبادة، وتبادل المعرفة المدرسية، والتعرف على خصائص الطبخ لكل بلد، والتفاهم والاحترام المتبادل رغم الاختلاف. وعلى هامش هذه الزيارة للمغرب، تعزز الجمعية شراكتها مع مؤسسة ليكسلانس للتعليم الخاص، من أجل تنفيذ مشروع "حديقة التبادل الثقافي"، وهو برنامج يعتمد على العمل المشترك بين أبناء حي الأمان بالدارالبيضاء، في سعيهم إلى القيام بأعمال البستنة والتشجير، وهي مناسبة أيضا لدمج اهتمامات السكان من الشباب، وتعزيز التبادل المعرفي بينهم، وتبادل الخبرات والتجارب، وكذا جعلهم أكثر تفاعلا داخل محيطهم، كما هي مناسبة لتعزيز أواصر التضامن، وقيم الأخوة والمشاركة، وكذا تنمية المدارك وتفجير الطاقات. وستكون هذه الشراكة كذلك مناسبة لقاء يجمع بين جمعية عماد للشباب والسلام ومؤسسة امجيد بالدارالبيضاء. للإشارة، تأسست جمعية عماد للشباب والسلام يوم 20 أبريل 2012، من قبل لطيفة بن زياتن، على إثر اغتيال الضابط عماد بن زياتن على يد محمد مراح بتولوز، يوم 11 مارس 2012. وهي مبادرة أرادت بها مؤسستها تحسيس الأجيال المقبلة بضرورة نشر قيم التسامح، وقبول الاختلاف، ونبذ العنف، وتوعية الأطفال قبل الشباب بخطر التطرف.