رحل المطرب اللبناني الكبير وديع الصافي، مساء الجمعة الماضي، عن سن 92 عاما، إثر وعكة صحية استدعت نقله إلى مستشفى ببيروت، حيث ما لبث أن فارق الحياة. الفنان الراحل انحصرت أمانيه، قبل رحيله، في الموت على المسرح واقفا شامخا يتغنى وسط محبيه وجمهوره، لكن القدر وقف حائلا بين تحقيق أمنيته. وستقام جنازة الراحل بعد ظهر اليوم الاثنين في كاتدرائية مار جرجس وسط بيروت. كان للراحل دور رائد في ترسيخ قواعد الغناء اللبناني، وساهم بشكل كبير في انتشار الأغنية اللبنانية بصوته المصحوب بالقوة والكبرياء. وأثرى الصافي المكتبة الموسيقية بالكثير من الأعمال الفنية المتميزة، طيلة رحلة عطاء طويلة في مجال الطرب العربي الأصيل، امتدت لأكثر من نصف قرن، وهو مطرب وملحن، ويعد من عمالقة الطرب في لبنان والعالم العربي. كانت انطلاقته الفنية سنة 1938، حين فاز بالمرتبة الأولى لحنا وغناء وعزفا، من بين 40 متنافسا في مسابقة للأغنية اللبنانية. وظل اسم الراحل مقرونا بلبنان وبجباله، التي لم يقارعها سوى صوته الذي صور شموخها وعنفوانها، وجذب الأجيال بصوته، فأطرب الكبار والصغار، فغنى أغاني تجاوز عددها 6 آلاف و500 أغنية، وحصل على أكثر من 300 وسام من مختلف بلدان العالم، منها خمسة أوسمة لبنانية نالها أيام الرؤساء كميل شيمعون، وفؤاد شهاب، وسليمان فرنجية، وإلياس الهراوي. أما الرئيس اللبناني ما قبل الحالي، إميل لحود، فمنحه وسام الأرز برتبة فارس، كما منحته جامعة الروح القدس في المكسيك دكتوراه فخرية في الموسيقى في 30 يونيو 1991. وطيلة مسيرة المجد والنجاحات، لم ينس وديع الصافي أن يكرم الخالق من خلال ترنيمه الدائم في كل المناسبات الدينية، كما أصدر العديد من الترانيم الخاصة، منها "أبانا"، و"يا مريم"، و"يا نعمة الله علينا". غنى "صوت الجبل" للعديد من الشعراء، خاصة أسعد السبعلي ومارون كرم، وتعاون مع العديد من الملحنين، أشهرهم الأخوان الرحباني، وزكي ناصيف، وفيلمون وهبي، وعفيف رضوان، ومحمد عبد الوهاب، وفريد الأطرش. وإضافة إلى الجنسية اللبنانية يحمل الصافي، واسمه الحقيقي وديع فرنسيس، ثلاث جنسيات أخرى، هي المصرية والفرنسية والبرازيلية.