اجتاح إعصار "هارفي"، الذي يتحرك ببطء، مدينة هيوستن الواقعة بولاية تكساس الأمريكية، حيث تسبب في فيضانات كارثية أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل كما أدى إلى عمليات إجلاء جماعي للسكان وأصاب رابع أكبر مدينة أمريكية من حيث عدد السكان (هيوستن) بالشلل كما هز أسواق الطاقة.
ووصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى ولاية تكساس، أمس الثلاثاء، لتقييم ما خلفه الإعصار، الذي يعد أكبر كارثة طبيعية حتى الآن خلال فترة ولايته، فيما يكافح المسؤولون في مدينة هيوستون للتعامل مع الأمطار التي بلغت مستويات قياسية. ومن المتوقع أن يتدفق نحو 30 ألف شخص على ملاجئ الطوارئ، فيما تدخل الفيضانات يومها الرابع. وقال مسؤولون في مقاطعة هاريس، حيث تقع هيوستون، إن الخزانات التي بنيت لاحتواء مياه الصرف الصحي بدأت تتداعى، اليوم الثلاثاء. داعين الساكنة إلى إخلاء منازلهم، في الوقت الذي تم فيه فتح المياه للتخفيف من الضغط على سدين، وهو ما قد يتسبب في رفع منسوب الفيضانات على طول ممر بافلو بايو المائي الذي يمتد عبر المنطقة.
ودعت مقاطعة برازوريا جنوبي هيوستون أيضا لعملية إخلاء فورية حول حاجز بمنطقة بحيرات كولومبيا اخترقته مياه الفيضانات. وتم إنقاذ نحو 3500 شخص بالفعل من المياه المرتفعة في منطقة هيوستون فيما تواصل الشرطة وفرقة الإطفاء وجنود الحرس الوطني محاولة العثور على من غمرتهم المياه. وقال رئيس بلدية هيوستون، سيلفستر ترنر، في تصريح للصحافة، "هذه عاصفة ذات أبعاد غير مسبوقة ليس فقط بالنسبة لمدينة هيوستون أو مقاطعة هاريس بل للمنطقة بأسرها" مضيفا أن ملاجئ المدينة ستكون مفتوحة لكل الناس الهاربين من العاصفة. وحطم الإعصار الأرقام القياسية لهطول الأمطار في أحد مواقع القياس جنوبي هيوستون إذ وصل المنسوب إلى 1.25 متر منذ بدايته. وهذا أكثر مما تشهده المنطقة عادة في سنة، ويتجاوز الرقم الذي سجل سنة 1978 وبلغ المنسوب وقتها 1.22 متر.