أحالت عناصر الأمن بالحي الحسني بالدارالبيضاء، أول أمس الأربعاء، شخصا متخصصا في تزوير الأوراق المالية على الوكيل العام للملك بمحكمة الجنايات، من أجل تزوير أوراق نقدية من العملة المغربية وترويجها عن طريق النصب مع حالة العود. وحسب مصدر أمني، فإن المزور، الذي وصف بالخطير، دأب على الإيقاع بضحاياه عن طريق الشبكة العنكبوتية، باقتناء تلك الحاجيات، مستعملا أوراقا نقدية مزورة من فئة 100 و200 درهم. وأفاد المصدر نفسه أن آخر هذه العمليات تلك التي ذهب ضحيتها طالب جامعي اقتنى منه الموقوف حاسوبا بمبلغ 4800 درهم على شكل 29 ورقة نقدية من فئة 200 درهم مزيفة، ليكتشف الأخير تعرضه للنصب. وأضاف المصدر ذاته أن الطالب تقدم لدى المصالح الأمنية بالمنطقة المذكورة، مدليا بأوصاف الفاعل ورقم هاتفه المحمول، مما سهل الوصول إليه. وأشارت المصادر إلى أنه، بعد جمع عناصر الشرطة القضائية معلومات بخصوص طريقة المتهم في الإيقاع بالضحايا والأماكن التي يتردد عليها، اتضح أنه ارتكب أفعاله تلك بمدن عدة (فاس، والقنيطرة، ومكناس، ومراكش، والجديدة، وآسفي، والصويرة، وأكادير، وبني ملال، وخريبكة، وسطات، والمحمدية، ووجدة، وتازة، والناظور، وتطوان، والعرائش، وطنجة، والرباط، وتمارة). وذكرت مصادر متطابقة أن عناصر القسم القضائي التابع للشرطة القضائية بالحي الحسني اهتدت إلى المتهم، الذي سبق أن قضى 10 سنوات سجنا من أجل الجرم نفسه، والذي تعرف عليه الضحية بمجرد عرض صورته عليه، فأمكن إيقافه بمقر سكناه بمنطقة العيايدة، في سلا. وحجزت العناصر الأمنية لدى المتهم آلة ناسخة، وحاسوبين، وهاتفا محمولا، بالإضافة إلى ورقة نقدية مزورة من فئة 100 درهم، وتبين أنه متمرس في ميدان التزوير، إذ بدأ منذ سنتين في نسخ مابين 4500 و5000 درهم يوميا، يعمد إلى ترويجها بين سائقي سيارات الأجرة وأصحاب المحلات التجارية ليتمكن بعد ذلك من تصريف مبالغ مهمة بمختلف ربوع البلاد. وأشارت المصادر إلى أن المتهم طور أساليبه وأصبح يصطاد ضحاياه من خلال مواقع تجارية مغربية، إذ يتصل بهم، ثم يقتني منهم السلع المعروضة للبيع، خاصة الحواسيب مقابل أوراق نقدية مزيفة، وتمكن من الإيقاع بعدد من الضحايا في فاس ومراكش والدارالبيضاء، وارتكب أزيد من 20 عملية نصب استولى فيها على حواسيب مختلفة، باعها في سوق باب الحد بالرباط.