شاركت مجموعة من الفاعلين في جمعيات مهتمة بقضية الصحراء المغربية، الجمعة الماضي، بالدارالبيضاء، في لقاء خصص لمناقشة مستجدات القضية الوطنية، خاصة في أعقاب الزيارة الأخيرة للمبعوث الأممي إلى الصحراء، كريستوفر روس، للمنطقة، وزيارة الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، للمغرب (ماب) وأيضا إعلانه من الرباط عن دعم مقترح الحكم الذاتي، وكذا الأحداث، التي تخللت أشغال المنتدى الاجتماعي العالمي، الذي عقد في العاصمة التونسية. بخصوص زيارة روس، أكد محمد سالم لخضر، في تصريح ل "المغربية" أن هناك متغيرات جديدة شملت الأحداث السياسية والأمنية في المنطقة، بين الزيارة ما قبل الأخيرة لروس، العام الماضي، والزيارة الأخيرة، مشيرا إلى الحرب في شمال مالي، وتوسع رقعة الصراع في منطقة الساحل، وتردي الأوضاع الاجتماعية في الجزائر، وتورط البوليساريو في عمليات لوجيستيكية تدعم الإرهاب. وقال سالم لخضر "كل ذلك كان سببا مقنعا بأن ينتبه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى أخطار حقيقية تعصف بالمنطقة، وليتفادى الترهات التي تريد البوليساريو والسلطات الجزائرية أن توقعه فيها، من قبيل مواضيع بائسة عن حقوق الإنسان". وكان روس، قال، خلال زيارته إلى مخيمات تندوف، واجتماعه بقادة البوليساريو، "إن كنتم تحرصون على تقرير المصير، فأولى بكم أن تكونوا أول من يحترم حقوق الإنسان". وفي تعليق على إقحام موضوع حقوق الإنسان في مهمة روس أقرت البوليساريو، الأسبوع الماضي، على لسان البوخاري أحمد لحميير أحد أعضائها، بافتعالها لموضوع حقوق الإنسان بغرض المس من مصداقية المغرب. وقال البوخاري "فتحنا معركة حقوق الإنسان من أجل المس من مصداقية المغرب وتعميق عزلته الدولية، لأن هناك بعض الدول والمنظمات والقوى السياسية التي ربما يمكن أن يجذبها هذا الطريق". وعن الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي للمغرب، أكد مولاي المهدي الزيني، (رابطة الصحراويين المغاربة بفرنسا وأوروبا) أن فرنسا جددت دعمها للحل السياسي، وأن رئيسها أضاف تأكيدا لدعم مشروع الحكم الذاتي في الصحراء، الذي تقدم به المغرب، وتعمل الجزائر والبوليساريو على رفضه، وقال الزيني "إن "ذلك يعني أن باريس لم تخضع لإغراءات سلطات الجزائر، ونظرت إلى موضوع الصحراء من زاوية شمولية وتاريخية، وخيبت آمال أعداء الوحدة الترابية للمغرب". وكانت الصحافة الجزائرية، التي تمثل النظام، عبرت عن استيائها من الموقف الرسمي الواضح للرئيس الفرنسي، وقالت صحيفة "الشروق"، إن "هولاند يطعن الجزائر في المغرب"، وتطرقت الجريدة الجزائرية إلى "إشادة رئيس فرنسا بمقترح الحكم الذاتي، الذي يطرحه المغرب كحل لنزاع الصحراء، وهو ما يعتبره حكام الجزائر هزيمة سياسية لهم فوق الملعب الفرنسي" بخصوص قضية الصحراء المغربية. أما على مستوى الأحداث التي تخللت المنتدى الاجتماعي العالمي، الذي عقد في العاصمة التونسية، بفعل التصدي الهمجي من ممثلين عن البوليساريو لصحافيين مغربيين، فقال محمد المرابط الإدريسي (التنسيقية الدولية لدعم الفنانين الصحراويين) إن "خصوم وحدتنا الترابية يصطادون في المياه العكرة، محاولين ملء مقاعد أكبر من حجمهم"، وأضاف أن "أعضاء الوفد المغربي المشارك في المنتدى ردوا على الأطروحة الانفصالية، وفندوا كافة المزاعم التي يسوقها الانفصاليون عملاء النظام الجزائري المعادي لوحدة المغرب، كما نددت الفعاليات المغربية المشاركة في المنتدى بالأوضاع المأساوية للمحتجزين الصحراويين المغاربة في مخيمات تندوف". حضر هذا اللقاء ناشطون في "جمعية رابطة الصحراويين المغاربة في فرنسا وأوروبا"، و"الجمعية المغربية للقبائل الصحراوية بفرنسا"، و"التنسيقية الدولية للدفاع عن الفنانين الصحراويين" من بلجيكا، و"لجنة العمل لدعم ومساندة مصطفى سلمى"، و"المنظمة العالمية لاستكمال الوحدة الترابية".