عقد الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج، عبد اللطيف معزوز٬ لقاء تواصليا موسعا مع أفراد الجالية المغربية المقيمة في قطر، بمناسبة زيارة العمل التي يقوم بها حاليا للدوحة، التي تندرج في إطار جولة تقوده أيضا إلى كل من السعودية و الإمارات. وفي كلمة بالمناسبة، أكد معزوز أن هذه الزيارة تأتي في إطار الشراكة الاستراتيجية التي تربط المغرب بدول مجلس التعاون الخليجي، والتي أرستها الزيارة الأخيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى عدد من هذه الدول، من ضمنها قطر في أكتوبر الماضي٬ مبرزا أن هذه الزيارة فتحت آفاقا واسعة للتعاون الاقتصادي والاجتماعي مع هذه الدول. وأوضح أن هذه الزيارة تأتي أيضا لتعزيز جهود حكومة صاحب الجلالة الرامية إلى توثيق روابط التعاون المشترك بين المغرب والبلدان المستقبلة للجالية المغربية المقيمة في الخارج، وتبادل وجهات النظر معها لتدبير أفضل لشؤون الجالية المغربية٬ مشيرا إلى أنها ستمكن من استشراف فرص توسيع مجال وجود الجالية المغربية بهذه الدول وتثمين مساهمتها المثمرة في تنميتها. وقال إن زيارته لقطر أملتها ضرورة تتبع وتفعيل مختلف القرارات والاتفاقيات المبرمة بين الرباطوالدوحة، والتي تصب في اتجاه تقوية الحضور المغربي في قطر، ونسج علاقات تعاون ثنائية متميزة من خلال مساهمة المغرب عبر كفاءاته وأطره بفعالية في الأوراش التنموية المسطرة في هذا البلد في أفق سنة 2022، وتحقيق رؤية 2030 الاستراتيجية. وبعد أن استعرض بالأرقام أبرز الخصوصيات التي تميز الجالية المغربية في قطر٬ سجل الوزير أن هذه الجالية رغم صغر تعدادها فهي تضم أكبر عدد من الكفاءات الموجودة خارج الوطن، والتي تنشط في مختلف المجالات الحيوية والاستراتيجية٬ مبرزا أن بعض هذه "الكفاءات تتبوأ مناصب رفيعة تدعو للافتخار". في هذا الصدد٬ كشف معزوز أنه سيجري في القريب العاجل خلق بوابة إلكترونية تعرف بالكفاءات المغربية في الخارج، وستكون بمثابة جسر للتواصل بين هذه الكفاءات والمؤسسات الوطنية العمومية والخاصة، التي تكون في حاجة لهذه القدرات، وجعلها أكثر ارتباطا بالمستجدات التي يعرفها الوطن في مختلف المجالات. وفي معرض حديثه عن أهم انتظارات مغاربة الخليج عموما، وقطر على وجه الخصوص٬ أكد الوزير أن في مقدمة هذه التطلعات تعميم نظام جماعي للتأمين الصحي والتقاعد وتوسيع مجال حماية حقوق الشغيلة وإقرار نظام تعليمي لأبناء الجالية المغربية يتوافق مع هويتها وخصوصياتها الحضارية. وأضاف معزوز أن من ضمن هذه الانتظارات أيضا، التعريف والتنويه بالتجارب المغربية الناجحة في الخارج، وتكوين شبكات الكفاءات المغربية في ديار المهجر، وتكثيف التنسيق بينها٬ ومحاربة الصور النمطية التي تحاول بعض الجهات تسويقها عن أفراد الجالية. في المقابل تطرقت مختلف تدخلات أفراد الجالية المغربية في قطر إلى أبرز التحديات التي تواجهها، وفي مقدمتها غياب مدرسة مغربية التي قد يساهم وجودها في تعزيز استقرار هذه الفئة في بلاد الاستقبال وضمان الحفاظ على الهوية المغربية٬ علاوة على تسوية وضعية المغاربة ضحايا شبكات تهريب البشر. وطالبت التدخلات بإخراج مشروع هيئة تمثيلية لمغاربة قطر إلى حيز الوجود، من شأنها تعزيز اللحمة بين مكونات الجالية المغربية وتوحيد صفهم وتضامنهم في معالجة المشاكل التي تواجهها٬ وتكون بمثابة جسر للتواصل والتآزر بينها بعيدا عن كل المزايدات التي قد تعصف بهذا الكيان. في هذا الصدد، أكد سفير المغرب في قطر، المكي كوان، أن إنشاء هذه الهيئة يهدف إلى لم شمل مغاربة قطر في كيان موحد على غرار باقي الجاليات الموجودة في هذا البلد، والمساهمة في حل مشاكلهم٬ مشددا على ضرورة احترام القوانين المعمول بها في دولة قطر. وجرى خلال هذا اللقاء، تقديم عرض بياني حول موضوع التقاعد الخاص بأفراد الجالية المغربية المقيمة في الخارج، قدمه خبراء تابعون للصندوق الوطني للتقاعد والتأمين، الذين أبرزوا أهم خصوصيات ومميزات هذا النظام التقاعدي الذي جاء لتغطية فراغ طال أمده.