تسبب التدخل "العنيف والمتهور" للسلطات الجزائرية في موضوع احتجاز مجموعة جهادية لرعايا غربيين كرهائن في جنوب شرق الجزائر٬ في رفع حدة التوتر في العلاقات بين لندنوالجزائر إلى مستويات عالية. عبرت الحكومة البريطانية عن عدم رضاها على قرار السلطات الجزائرية٬ بشن هجوم ضد خاطفي الرهائن من دون إجراء مشاورات مع البلدان التي ينتمي إليها الرهائن، ومن بينها بريطانيا. وأوردت الصحف البريطانية٬ أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون لم يخف غضبه الشديد بسبب عدم استشارة المسؤولين الجزائريينللندن قبل شن هجومهم الذي خلف مصرع رهينة بريطاني واحد على الأقل. وعبر مسؤولون بريطانيون سامون٬ من بينهم سفير سابق في الجزائر٬ عن العجز في الوصول للمعلومات في الجزائر٬ وهو ما زاد من تعقيد عملية تدبير الوضع، خاصة في ظل وجود 20 بريطانيا من ضمن الرهائن. وكان أليستر بيرت الوزير المكلف بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية البريطانية٬ أكد أمس الخميس أن حكومة بلاده تمارس ضغوطا على السلطات الجزائرية من أجل حملها على تسهيل الوصول إلى الرعايا البريطانيين المتواجدين في محطة عين إميناس. ونقلت صحيفة "التايمز"٬ من جانبها٬ عن خبير بريطاني في المجال الأمني٬ قوله إن أولويات بريطانيا تختلف عن أولويات الجزائر. وأشار إلى أن "البريطانيين يولون الأولوية لإنقاذ الرهائن، في حين يسعى الجزائريون إلى القضاء على الإرهابيين من دون الأخذ بعين الاعتبار حياة الرهائن". وحذر عدد من الخبراء من أن يشكل التدخل العسكري المفرط في استعمال القوة، بداية لمسلسل عنف جديد في الجزائر التي لها ماض "أليم وعنيف" في هذا المجال. وتوقعت صحيفة "الغارديان" في هذا السياق أن "تؤدي التطورات في منطقة الساحل٬ بالمجموعات الإرهابية التي يقودها رعايا جزائريون إلى تكثيف الهجمات على المصالح الغربية في الجزائر".