بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، بمناسبة مصادقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على منح دولة فلسطين صفة مراقب غير عضو في المنظمة الأممية. ومما جاء في هذه البرقية "يطيب لي أن أتقدم إليكم وإلى الشعب الفلسطيني الأبي بأحر تهانئي٬ معبرا عن ارتياحي لهذا الاعتراف الدولي الذي يشكل تتويجا لمجهوداتكم الجبارة ومساعيكم الدؤوبة في سبيل استرجاع جميع الحقوق الوطنية المغتصبة". وأعرب جلالة الملك٬ بهذه المناسبة٬ عن اعتزاز جلالته العميق وتقديره الكبير لهذه الخطوة الإضافية المباركة٬ التي حظيت بدعم غير مسبوق من طرف المنتظم الدولي٬ والتي جاءت لتكلل النضال الشجاع لأبناء الشعب الفلسطيني٬ منوها بالموقف الحكيم والإيجابي الذي عبر عنه الرئيس الفلسطيني في كلمته من أعلى منصة الأممالمتحدة٬ يوم 29 نونبر 2012، في الذكرى الخامسة والستين لتقسيم فلسطين "ذلك الموقف الداعي إلى بث روح جديدة في مفاوضات فلسطينية-إسرائيلية جادة في نطاق رؤية دولتين تتعايشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام". كما جدد جلالة الملك للرئيس محمود عباس الموقف المغربي الثابت٬ ملكا وحكومة وشعبا٬ الداعم لنضال الشعب الفلسطيني الشقيق حتى ينتصر لقضيته العادلة ويحقق طموحاته المشروعة٬ وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة والموحدة جغرافيا على أساس حدود 1967 وقابلة للاستمرار والحياة على جميع الأصعدة٬ وعاصمتها القدسالشرقية. وجدد جلالته بالمناسبة لساكنة القدس الصامدة ٬ بصفته رئيسا للجنة القدس٬ دعمه الموصول لهم ٬ وحرصه الشديد على الحفاظ على المعالم الدينية والهوية الحضارية لمدينتهم ٬ لما لها من مكانة مقدسة في قلوب المسلمين جميعا. وقال جلالة الملك٬ في هذه البرقية٬ و"من هذا المنطلق فإننا نستحث كل الأطراف التي تتشارك الإرادة والمسؤولية في إنجاح عملية السلام بمنطقة الشرق الأوسط ٬ على ضرورة حمل إسرائيل على الرجوع إلى طاولة المفاوضات المباشرة على أسس متجددة وفعالة ٬ وتحت رعاية دولية ٬ والعمل على إخراج الحوار الفلسطيني الإسرائيلي من حالة العقم ٬ ووضع سكة المفاوضات على الطريق الصحيح ٬ بما يضمن تطبيق قرارات الشرعية الدولية ٬ التي تكفل للشعب الفلسطيني حقوقه الثابتة والمشروعة ٬ وتحقق لشعوب المنطقة الأمن والاستقرار". وتوجه جلالة الملك في هذه البرقية بالدعاء إلى العلي القدير بأن يوفق الرئيس الفلسطيني في جهوده الخيرة من أجل ترسيخ المصالحة والوحدة الوطنية الفلسطينية .