اعتبر مصطفى الخلفي٬ وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة٬ يوم الأربعاء المنصرم بالرباط٬ أن المدخل لمعالجة الإشكاليات المرتبطة بتداول المعلومات يتمثل في "الإعلاء من شأن الحرية"، في إطار "عقد اجتماعي" واضح يربط الحرية بالمسؤولية. وقال الوزير٬ خلال مائدة مستديرة نظمتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)٬ إن "منطق الضبط والمنع أصبح متجاوزا" في ظل ثورة المعلومات٬ ولا يمثل سوى خيار "استثنائي"٬ مشددا على ضرورة تنمية ثقافة المسؤولية لدى الفاعلين في قطاع الإعلام ولدى المجتمع. وأضاف الخلفي٬ في كلمة افتتاحية خلال هذا اللقاء، الذي نظم حول موضوع " تداول المعلومات بين حرية التعبير واحترام حقوق الإنسان"٬ أن تكنولوجيا المعلومات أصبحت قطاعا اقتصاديا صاعدا يساهم في النمو العالمي بنسبة 7 في المائة٬ مؤكدا أن هذا القطاع الذي يعد "ملاذ إنقاذ" للاقتصاد العالمي يستدعي تضافر الجهود ل "مواكبة تكنولوجيا المعلومات وتداولها على الإنترنت". من جهته٬ أكد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، عبد العزيز بن عثمان التويجري، أن المنظمة تسعى إلى الاتفاق على "قواعد للتوازن" في تداول المعلومات بين حرية الرأي والتعبير واحترام القيم الأخلاقية ومبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان٬ مؤكدا أن (الإيسيسكو) تتوخى من وراء ذلك تعزيز حرية التعبير مع احترام حقوق الإنسان في الآن ذاته. وقال٬ في هذا الصدد٬ إن المنظمة الإسلامية حريصة على إبراز "البعد الأخلاقي والطابع الإنساني لمجتمع المعلومات والمعرفة"٬ مشددا على أنها تعمل٬ في هذا الإطار٬ على حماية الحق في تداول المعلومات وتدفقها٬ على أن تجري ممارسة هذا الحق وفقا للضوابط القانونية وللقواعد الأخلاقية وللمواثيق المهنية. وبهذه المناسبة كرمت (الإيسيسكو) الإعلاميين، محمد العربي المساري٬ وزير الاتصال الأسبق٬ ومصطفى العلوي٬ المدير المسؤول، ورئيس تحرير جريدة (الأسبوع الصحفي)٬ وحسنية لعميري٬ أستاذة الإعلام السمعي البصري٬ وطلحة جبريل٬ مدير مكتب جريدة (الشرق الأوسط) في الرباط٬ ويونس مجاهد٬ رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، والنائب الأول لرئيس الفيدرالية الدولية للصحافيين٬ ونور الدين مفتاح٬ رئيس الفيدرالية الوطنية لناشري الصحف في المغرب، ومدير نشر أسبوعية (الأيام) المغربية٬ وواصف منصور٬ الإعلامي والدبلوماسي الفلسطيني. كما قدمت المنظمة٬ بالمناسبة٬ المحاور الكبرى لبرنامج المنظمة في مجالي الإعلام والاتصال خلال سنة 2012 التي ركزت٬ على الخصوص٬ على تنمية قدرات الدول الأعضاء في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال، وتحقيق اندماج العالم الإسلامي في مجتمع المعلومات والمعرفة، والرد على حملات التشويه الإعلامي للإسلام والمسلمين. يذكر أن هذه التظاهرة٬ التي بحثت في صيغ التوفيق بين حرية التعبير وحرية تدفق المعلومات٬ تندرج في إطار الاحتفال بالذكرى الثلاثين لتأسيس المنظمة وتنفيذ برنامج عمل (الإيسيسكو) في مجالي الإعلام والاتصال خلال السنة الجارية.