جرت، أول أمس الاثنين، بالرباط، مراسيم تشييع جثمان الفنانة نزهة الإدريسي، مؤسسة ومديرة المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بأكادير، التي وافتها المنية صباح يوم الأحد المنصرم، في حادثة سير بالدارالبيضاء. وبعد صلاتي الظهر والجنازة بمسجد للاسكينة بالرباط، نقل جثمان الراحلة إلى مثواه الأخير بمقبرة حي الرياض، بحضور خالد الناصري، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، وإدريس اليازمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ومصطفى استيتو، الكاتب العام للمركز السينمائي المغربي، وعدد من الوجوه السينمائية والإعلامية. وانطلقت الفقيدة في الإنتاج السمعي البصري منذ 15 سنة، حيث أنتجت حوالي 50 فيلما وثائقيا، كما حصلت على جوائز في عدد من المهرجانات الدولية. وبعد إدارة نزهة الإدريسي ل"أفلام حبة رمل"، لمدة خمس سنوات، وإنتاجها لأفلام جان ميشيل كاري، ومخرجين آخرين، أسست شركة "تاكت للإنتاج". وفي سنة 2007، وبعد أن أغنتها تجربتها المهنية في أوروبا، قررت تأسيس "شركة تاكت للإنتاج المغرب"، كفرع لشركتها في فرنسا، بهدف الاندماج في حوار شمال-جنوب، وبهدف العمل من أجل الحصول على إنتاج مشترك مغربي فرنسي، وكذا من أجل إنتاج مشترك مع باقي دول أوروبا وأمريكا اللاتينية. وبموازاة مع ذلك، اشتغلت الفقيدة بشكل منتظم في التكوين في مجالي الإخراج والإنتاج الوثائقي لدى معهد آسيا والمحيط الهادئ لتطوير البث الإذاعي. وأعطت ما بين 2003 و2006 دروسا في الإنتاج الوثائقي لتلاميذ الإجازة المهنية لمعهد شارل كرو (جامعة فال دو مارن/لي غوبلان) فرنسا. كما كانت عضوة بلجنة التحكيم في كثير من المهرجانات الوطنية والدولية، وساهمت في عدة تظاهرات ومحاضرات دولية، وكانت عضوة في اللجنة الأخيرة للمساعدة في الإنتاج السينماتوغرافي (2010/2011). وفي سنة 2008، أحدثت "فيدا دوك سوس"، وهي تظاهرة سينمائية تنعقد في أكادير، وتعد أول مهرجان يخصص للفيلم الوثائقي بالمغرب، رغبة من نزهة الإدريسي في النهوض بثقافة وثائقية لدى المهنيين والجمهور العريض على حد سواء، وإحداث أرضية تبادل بين الجنوب والشمال.