رغم كل الدعوات، التي أطلقتها جبهة البوليساريو وأبواقها الدعائية في سبيل تحريض الصحراويين على مقاطعة الانتخابات، ورغم ما سخرت لتلك الدعاية من وسائل مادية وبشرية مهمة واستغلالها وتجنيدها للأطفال لتمزيق الملصقات الخاصة بدعاية المرشحين المتنافسين على المقاعد البرلمانية الممثلة للأقاليم الجنوبية، إلا أن كل تلك الطرق والوسائل لم تؤت أكلها، ولم تستطع خلق أدنى تأثير على حجم المشاركة في التصويت بين صفوف الصحراويين، بل أكثر من ذلك، استنكرت القبائل الصحراوية والفعاليات الجمعوية والحزبية، الأساليب المغرضة التي اعتمدتها البوليساريو بغرض إفشال الانتخابات البرلمانية، التي تأتي في ظروف استثنائية كأول انتخابات بعد التعديلات الدستورية، التي دشنها ملك البلاد. إن جبهة البوليساريو تخشى من تبعات المشاركة المكثفة للصحراويين، وتسعى لحشد أكبر دعم بينهم، خاصة بعد تدني شعبيتها لدرجة كبيرة مست حتى المتعاطفين معها، ما يثبت فشل جبهة البوليساريو في استقطاب الصحراويين، وعجزها عن تقديم برامج ومخططات واقعية تخدم حل قضية الصحراء، وتنهي معاناة الصحراويين. وأمام التقدم الملحوظ للمملكة المغربية على مستوى التأييد الخارجي المتزايد لمبادراتها بخصوص قضية الصحراء، أو بشأن الإصلاحات الدستورية التي لبت مطالب الشعب، ورسخت لملكية برلمانية ديمقراطية، جعلت من الأقاليم الصحراوية أولى أولوياتها. أمام كل ذلك أصبحت قيادات البوليساريو في موقف المتفرج العاجز. واليوم يتجدد فشل جبهة البوليساريو في ثني الصحراويين عن المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية البرلمانية، ويتكرر استفتاء الصحراويين حول شرعية البوليساريو، الذي أتت نتائجه على عكس توقعات قادة البوليساريو، ليثبت الصحراويون من جديد أن لا شرعية للبوليساريو عليهم، وأنها لا تمثلهم في شيء، والدليل واضح في نسب المشاركة المرتفعة، التي ما فتئت تحققها الأقاليم الصحراوية في مختلف الاستحقاقات التي تشهدها المملكة المغربية. ومن هنا، وجب التنويه بمستوى الوعي لدى الصحراويين، وبقدرتهم على تحديد توجهاتهم السياسية واستيعاب الجهة التي تخدم مصالحهم، فيوم الجمعة 25 نونبر 2011 هو يوم تاريخي بكل المقاييس يوم انتصرت فيه شرعية المملكة المغربية في أقاليمها الصحراوية، وانتصر الصحراويون فيه لملكهم وأيدوه في إصلاحاته التي صوتوا في الاستفتاء الماضي لصالحها. اليوم يقول الصحراويون: نعم من جديد على استفتاء الدستور، ويقولون نعم لبرلمان وحكومة يخدمان مصالحهم، ونعم لدستور يحترم هويتهم ويحمي ثقافتهم، ويقولون لا لجبهة البوليساريو، التي لا تخدم إلا مصالحها ومصالح قادتها، ولا لشرعية زائفة لا وجود لها إلا في خيال قادة البوليساريو. الشرعية الحقيقية مع ما ومن يختاره الصحراويون، والصحراويون أعلنوا اليوم أنهم ماضون في مسيرة الإصلاح، وراغبون في رؤية جهوية متقدمة في الأقاليم الصحراوية، وعازمون على رؤية الحكم الذاتي حقيقة واقعة تجمعهم بأبناء عمومتهم القابعين في مخيمات تندوف، ويطمحون للم شمل الصحراويين أينما كانوا، ويتمنون أن يشرق فجر غد جديد لا وجود للبوليساريو وقادتها فيه. انتهى اقتراع 25 نونبر 2011 بانتصار جديد للمملكة المغربية، وبمباركة كل الصحراويين، فهنيئا لكل الصحراويين وللشعب المغربي وللمملكة المغربية بهذا النصر. (*) منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف