احتفلت مدينة القدس، أخيرا، بالإفراج عن 14 أسيرا مقدسيا ضمن صفقة التبادل، التي جرت بين إسرائيل وحركة حماس، واستقبل مئات من المقدسيين حاملين الأعلام الفلسطينية هؤلاء الأسرى لدى خروجهم من مركز للشرطة في القدسالشرقية. الأسيرة الفلسطينية سناء شحادة تعانق الحرية عقب الإفراج عنها من السجون الإسرائيلية (أ ف ب) وعاد الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط، المحتجز في قطاع غزة، منذ أكثر من خمس سنوات إلى إسرائيل، بينما أطلق سراح 477 أسيرا فلسطينيا في الضفة الغربية وقطاع غزة في إطار عملية تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس. وكان ضباط المخابرات الإسرائيلية في مركز المسكوبية طلبوا من أهالي الأسرى في وقت مبكر، صباح الثلاثاء الماضي، الانتظار عند معبر الزيتونة العسكري شرق جبل الطور. وتجمع مئات أمام مركز شرطة "ميشور ادمويم" قرب حي العيسوية في القدسالشرقية رافعين الأعلام الفلسطينية ومرددين هتافات مؤيدة للأسرى وللوحدة الوطنية. من ناحيتها، استخدمت الشرطة الإسرائيلية منطادا للمراقبة ومروحية كانت في حالة تأهب، كما جرى تجهيز سيارة مزودة خراطيم مياه لتفريق المتظاهرين في حال وقوع مواجهات. وطلب ضباط المخابرات الإسرائيلية من عائلات الأسرى ملاقاتهم أمام مركز الشرطة في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف (30،8 ت غ) وسمحوا بدخول سيارة واحدة لكل عائلة أسير. وأفادت مراسلة لوكالة فرانس برس أن الشرطة الإسرائيلية رافقت السيارات، التي تقل الأسرى ومنعت الأسرى من التحدث إلى الصحافيين وقامت بإبعاد الحشود. ورغم هذه التدابير، قال الأسير المحرر، داوود الشاويش، للصحافيين "تحررنا بفضل نصر الله ونصرة إخواننا المجاهدين"، ولكن الشرطة سرعان ما منعته من النزول من السيارة والتحدث في الشارع. وزينت حارة السعدية في البلدة القديمة في القدس بالأعلام الفلسطينية وصدحت الأغاني الوطنية عبر مكبرات الصوت لتهنئة الأسير الكفيف المحرر علاء البازيان، الذي استقبل بالزغاريد. وتوجه البازيان للصلاة في المسجد الأقصى قبل التوجه إلى بيته في البلدة القديمة. وقال البازيان لوكالة فرانس برس "قمت بتحية الأقصى ليس لأنه رمز فلسطين والإسلام والعروبة بل لأنه، أيضا، في البلدة القديمة، التي افتقدها كثيرا". وأضاف "افتقدت عبق الأقصى، الذي عشت بجواره طوال عمري، وغمرتني الفرحة والسعادة، التي لا يوجد لها متسع باستقبال هذا الكم من الناس المقدسيين لنا ما يدل على الأصالة". وقال عمر البازيان شقيق الأسير المحرر إن المخابرات الإسرائيلية "أرادت أن تسرق فرحة لقائنا بأحبائنا، وجعلت كل شيء أمنيا"، في إشارة منه إلى إجراءات المخابرات والشرطة الإسرائيلية في القدس. وقالت ربيحة شحادة، والدة الأسيرة المحررة سناء شحادة "لم أنم طوال الليلة الماضية وأنا ارتجف من الفرحة". أما والدها محمد حسين شحادة فقال "لا تسعني الدنيا، كنت أخاف ألا أعيش لحظات الإفراج عنها، ولكنها بالنسبة إلي كعشرة من أبنائي". وبكى أفراد عائلة الأسير المحرر علي المسلماني، عندما كانوا يرافقونه إلى السيارة ومنعته الشرطة من التحدث للصحافيين. وشارك محافظ القدس عدنان الحسيني، في استقبال الأسرى المقدسيين. ويأتي إطلاق سراح شاليط في إطار اتفاق تبادل اسري مع حركة حماس ينص على إطلاق سراح 1027 أسيرا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية على مرحلتين. وسمح ل 247 أسيرا فلسطينيا بالعودة إلى منازلهم هم 131 من سكان غزة، و96 من الضفة الغربية و14 من القدسالشرقيةالمحتلة، و6 إلى إسرائيل. ولكن ستفرض قيود على الحركة على نصفهم. وبالنسبة للباقين، تقرر ترحيل 145 من أسرى الضفة الغربية و18 من القدسالشرقية إلى قطاع غزة، على أن يتمكنوا من العودة إلى منازلهم بعد ثلاث سنوات. كما نصت الصفقة على إبعاد أربعين أسيرا الى الخارج هم 26 من الضفة الغربية، و13 من القدسالشرقية، وواحد من غزة. وبموجب الاتفاق الموقع الثلاثاء الماضي، سيجري إطلاق سراح مجموعة ثانية من 550 فلسطينيا في غضون شهرين.