أجمع المشاركون في الندوة الصحفية، التي احتضنتها مدينة الرباط، مساء أول أمس الثلاثاء، لتقديم برنامج الدورة الأولى لمعرض الصالون العربي للفن المعاصر الفنان عبد اللطيف الزين الرئيس المنتدب للصالون (خاص) الذي سينظم ما بين 22 و26 فبراير المقبل، تحت شعار "فننا حضارتنا"، على أن المغرب يمضي في اتجاه لم شمل الفنانين التشكيليين والنقاد العرب وجميع المهتمين بالفنون، في إطار أول صالون فني عربي يروم خلق سوق فنية عربية من شأنها أن تساهم في خلق صناعة ثقافية، وأكدوا أن المغرب استطاع أن يثبت، بإعلانه عن احتضان الصالون العربي، أنه بلد التحدي والانفتاح الثقافي. في هذا السياق، أشاد الفنان المصري، أحمد نوار، رئيس قطاع الفنون الجميلة ورئيس قطاع متاحف الهيئة العليا للآثار المصرية سابقا، بالمبادرة المغربية، التي تهدف إلى لم شمل الفنانين العرب، من خلال فتح قناة للتواصل في ما بينهم، مشيرا إلى أن الصالون سيكون بمثابة بيت عربي لكل الفنانين العرب، الذين أصبحوا أكثر من أي وقت مضى، في أشد الحاجة إلى من يأخذ بأيديهم وينصفهم في ظل التجاهل التام، الذي يعانونه من طرف المسؤولين عن قطاع الثقافة في بلدانهم. وأضاف نوار أن الفنان العربي يعاني، أيضا، التجاهل الإعلامي الناتج عن غياب حركة نقدية قوية في العالم العربي، مؤكدا أن هذه المبادرة المغربية، التي تقودها مجموعة من المؤسسات العمومية والخاصة، خطوة مهمة جدا لخلق حركة نقدية، والتعريف بالفنان العربي وبأعماله، والعمل على خلق صناعة ثقافية، رغم أنها جاءت متأخرة بعض الشيء. وعلى نحو مماثل، قالت الفنانة اللبنانية، ديما رعد، ممثلة وزارة الثقافة مسؤولة المعارض في لبنان، إن المبادرة المغربية تبقى خطوة رائدة في العالم العربي، و"أن نأتي متأخرين أفضل من ألا نأتي أبدا"، مشيدة بالمجهودات التي يبذلها المنظمون المغاربة، الذين نجحوا حتى الآن الحصول على موافقة أزيد من 14 دولة عربية في الصالون. وأكدت رعد أن لبنان ستمضي قدما في دعم هذا الصالون العربي، الذي يرمي إلى توحيد جميع الفنانين العرب ومد جسور التواصل بينهم. من جهته، أكد الفنان المغربي عبد اللطيف الزين، الرئيس المنتدب للصالون، أن الصالون العربي للفن المعاصر بمراكش سيمنح شهادات تقديرية للفنانين العرب، الذين تجاوزت مسيرتهم الفنية أزيد من 30 سنة، و3 جوائز لأفضل الأعمال الفنية، عن طريق المؤسسة الأكاديمية العربية للفنون التشكيلية التي ستنبثق عن الصالون، مشيرا إلى أن الصالون، الذي يرمي إلى خلق حركة فنية عربية، وتأسيس الصناعة الفنية العربية وإنعاشها والمساهمة في تطويرها، نجح في توجيه الدعوة إلى أزيد من 30 ألف مشارك، وأن كل الدول العربية تقريبا أكدت استعدادها للمشاركة في الصالون ودعمه. ويتشكل الصالون العربي للفن المعاصر، الذي تشرف عليها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ALECSO، ومركز تنمية جهة تانسيفت، من ثلاثة فضاءات ستمتد على مساحة 5000 متر مربع، وتضم جناحا لضيف الدورة دولة البحرين، وآخر لوزارات الثقافة في العالم العربي، سيخصص مساحة 98 مترا مربعا لكل بلد، وقاعات للصحافة، للمحاضرات واللقاءات المبرمجة خلال الصالون، التي سينشطها مثقفون ونقاد من كافة أنحاء العالم.