أفادت عدد من الصحف المصرية الصادرة اليوم الثلاثاء بأن الخرطوم أبلغت القاهرة رسميا رفضها مصطفى الفقي المرشح المصري لتولي منصب امين عام جامعة الدول العربية خلفا لعمرو موسى. وكتبت صحيفة "رزو اليوسف" إن سفير السودان في القاهرة عبد الرحمان سر الختم أبلغ مصر بهذا الموقف خلال لقاء جمعه مساء أمس مع وزير الخارجية المصري نبيل العربي. أما صحيفة "الأهرام" فذكرت أن سر الختم , نقل خلال هذا اللقاء الى نبيل العربي وجهة نظر بلاده تجاه ترشيح مصر لمصطفى الفقي لمنصب الامين العام للجامعة العربية، موضحا أن السودان تتحفظ على هذا الترشيح بسبب مواقف الفقي المعروفة في مراحل ماضية تجاه السودان. وتابعت أن الخرطوم ترى المرشح لهذا المنصب يجب أن يخلو سجله من أي مواقف عدائية ضد أي من الدول العربية الأعضاء في الجامعة, وأن تكون لديه القدرة على الحصول على الإجماع العربي ومخاطبة مشاكل الدول وتحديات المستقبل والعمل الجماعي وحفظ التضامن العربي. وأكد الدبلوماسي السوداني بحسب "الأهرام" أن الخرطوم ليست لديها تحفظات على تقديم مصر لمرشح وإنما على المرشح المعلن. صحيفة "المصري اليوم" أكدت من جهتها أن وزير الخارجية المصري تفهم الموقف السوداني من مصطفى الفقي, وتوقعت رغم ذلك فوزه بالمنصب بالنظر لكون معظم الدول العربية تدعم المرشح المصري. وقالت "المصري اليوم" إن10 دول عربية أكدت رسميا تصويتها لصالح مصر حتى الآن مقابل اربعة دول فقط للمرشح القطري, مضيفة أن التنافس يتم حاليا على أصوات الدول التي لم تحسم بع في موقفها . وتوقعت الصحيفة أن يتم الحسم في الموضوع بالتوافق بين قطر ومصر خلال الفترة المقبلة خاصة في ظل تحسن العلاقات بين البلدين بعد ثورة25 يناير الماضي. وكانت وزارة الخارجية المصرية قد اكدت في بيان ترشيح الفقي لمنصب الأمين العام للجامعة العربية أن تاريخه الدبلوماسي والعلمي يجعله المرشح الأنسب لشغل هذا المنصب في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ جامعة الدول العربية . وسبق للفقي (67 عاما) أن عمل مساعدا لوزير الخارجية للشؤون العربية ومندوب مصر لدى جامعة الدول العربية فضلا عن قيامه بشغل منصب نائب رئيس البرلمان العربي. ومنذ تأسيس الجامعة العربية سنة1945 جرى العرف على تولي شخصيات مصرية لهذا المنصب على الرغم من أن ميثاق الجامعة العربية لا يتضمن نصا يسند هذا المنصب إلى شخصية مصرية. ولم يخرج المنصب من مصر إلا عندما تم نقل مقر الجامعة العربية الى تونس ما بين 1979 و1990 حيث أسند وقتها إلى التونسي الشاذلي القليبي, ليتم بعد عودة الجامعة الى القاهرة في شتنبر 1990 اختيار عصمت عبد المجيد أميناعاما لها.