أعلن الرئيس الجنوب إفريقي, جاكوب زوما, أول أمس الأحد, موافقة نظام الزعيم الليبي معمر القذافي على "خريطة الطريق"، التي عرضها الاتحاد الإفريقي، بهدف إيجاد مخرج سلمي للنزاع الدائر في ليبيا. القذافي يتوسط وفد الاتحاد الإفريقي في باب العزيزية بطرابلس (أ ف ب) وقال زوما في تصريح مقتضب للصحافة بطرابلس, إن "وفد القذافي وافق على خريطة الطريق المعروضة من طرف الاتحاد الإفريقي", مضيفا في هذا الصدد "سيجري تفصيل الحل المقترح في بيان", لم يحدد بعد وقت صدوره. وبعد إشارته إلى أنه سيغادر ليبيا، مساء أول أمس الأحد، لارتباطه ب "التزامات" أخرى, أوضح زوما أن أعضاء الوفد الإفريقي الآخرين سيقضون الليلة في طرابلس، ليتوجهوا، أمس الاثنين، إلى بنغازي, معقل الثوار الليبيين، على مسافة ألف كلم شرق طرابلس, سعيا إلى إقناعهم بوقف القتال. وكان معمر القذافي, استقبل بمقر إقامته في باب العزيزية بطرابلس, وفد الرؤساء الأفارقة، الذين يقومون بمهمة وساطة تتوخى وضع حد للمعارك الدائرة في ليبيا بين الثوار والقوات الموالية له. من جهة أخرى، أفادت مصادر طبية بمقتل 12 شخصا من الثوار الليبيين على الأقل في نهاية الأسبوع خلال اشتباكات مع قوات الزعيم الليبي، معمر القذافي، في مدينة اجدابيا ومحيطها. وتشهد المنطقة الممتدة بين أجدابيا والبريقة، معارك كثيفة ما زالت متواصلة منذ عشرة أيام بين القوات الموالية للعقيد معمر القذافي والثوار, في وقت يواصل فيه حلف شمال الأطلسي فرض الحظر الجوي على ليبيا بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 . وكان مسؤول في حلف شمال الأطلسي قد أعلن أن الطائرات التابعة للحلف لم تشن أي غارات جوية, السبت المنصرم, على مدينة أجدابيا الواقعة شرق ليبيا, حيث حصل انفجار عنيف ظن السكان أنه ناجم عن غارة جوية. وأكد المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن الحلف لم ينفذ أي غارة على مدينة أجدابيا, التي يسيطر عليها الثوار. وتعرف نقط العبور على الحدود الليبية التونسية, منذ عدة أيام, توافد أعداد كبيرة من المواطنين الليبيين, الذين يصلون رفقة أسرهم وأطفالهم إلى الأراضي التونسية, فرارا من الأحداث الدامية التي تشهدها البلاد. وذكرت وسائل الإعلام التونسية أن عدد هؤلاء المواطنين، الذين وصلوا إلى مدن الجنوب التونسي يعد بالآلاف, حيث توافد يوم أمس فقط, على ولاية تطاوين (500 كلم جنوب العاصمة), أزيد من1500 مواطن ليبي عبر مختلف المسالك والطرق البعيدة عن البوابة الحدودية. وذكرت الصحف التونسية أن العديد منهم استقبلوا من طرف الأسر التونسية بهذه المنطقة, فيما فضلت أعداد أخرى الإقامة بمخيمات اللاجئين القريبة من الحدود أو التوجه إلى المدن الداخلية. وأكدت وكالة الأنباء التونسية أن لجان حماية الثورة ومنظمات المجتمع المدني في ولاية تطاوين فتحت مركزا لجمع التبرعات والمساعدات المختلفة لفائدة هؤلاء النازحين, فيما تجري الاستعدادات لاستقبال المزيد من النازحين الليبيين خلال الأيام المقبلة. وأفادت مصادر إعلامية أخرى أن المستشفى الجهوي بتطاوين استقبل قبل أيام نحو10 من الجرحى والمرضى الليبيين, توفي أحدهم الليلة الماضية متأثرا بجراحه. كما تحدثت وسائل الإعلام عن وصول نحو 500 ليبي أمس إلى الأراضي التونسية, عبر منفذ الذهيبية في أقصى الجنوب التونسي, حيث أقيم مخيم جديد لإيواء اللاجئين النازحين من ليبيا. وتحدث عدد من هؤلاء النازحين عن خطورة الأوضاع الأمنية في بعض المناطق الواقعة غرب ليبيا, جراء القصف المكثف الذي تتعرض له بعض المدن مثل مدينة القلعة الواقعة في منطقة الجبل الغ