أشاد رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية-المغربية بمجلس الشيوخ الفرنسي، كريستيان كامبون، بالإصلاحات الدستورية التي أعلن عنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في الخطاب الملكي الموجه للأمة يوم الأربعاء الماضي، معتبرا إياها "نموذجا يحتذى بالنسبة لباقي شعوب المنطقة". وأعرب كامبون، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن تقديره لجلالة الملك "الذي يأخذ بعين الاعتبار تطلعات شعبه إلى حد كبير ويقوده على طريق الإصلاح، على عكس ما يحدث في أماكن أخرى". وقال "كنت دائما أقوم بالتمييز بين الوضع في المغرب والوضع بباقي بلدان المنطقة المغاربية. فما حققه جلالة الملك منذ اعتلائه العرش، يعكس بجلاء النظرة المتبصرة لجلالته في التعامل مع تطلعات شعبه إلى الديمقراطية". وأضاف عضو مجلس الشيوخ الفرنسي أنه بفعل معرفته الواسعة بالمغرب، لم يفاجأ بمبادرة جلالة الملك التي تندرج في إطار المسلسل، الذي أطلقه جلالته منذ اعتلاء العرش. وأبرز أنه ب"اقتراحه إصلاحا دستوريا معمقا يعطي سلطة واسعة للمؤسسات التمثيلية وللوزير الأول وتأكيده على الجهوية واللامركزية، يطمح جلالة الملك محمد السادس إلى أن يجعل من المغرب إحدى أولى الديمقراطيات في القارة الإفريقية". كما أشاد عضو مجلس الشيوخ الفرنسي، الذي له اطلاع واسع على تطورات قضية الصحراء والمسلسل التنموي الذي تشهده الأقاليم الجنوبية من المملكة، بما تضمنه الخطاب الملكي بخصوص مسألة الجهوية المتقدمة، معتبرا ذلك إصلاحا يعكس "النظرة المتبصرة لتطلعات المغاربة"، خاصة منهم سكان الأقاليم الجنوبية الذين جرى منحهم مخطط حكم ذاتي حظي بترحيب واسع من طرف المجتمع الدولي باعتباره "خطوة جادة". واعتبر كريستيان كامبون الاعتراف بالأمازيغية في القانون الأساسي المعدل، سيشكل "بادرة مهمة اتجاه جزء من الشعب المغربي الذي تتعايش مكوناته في انسجام تام". وأكد كامبون أن اعتراف جلالة الملك بهذا التنوع داخل مكونات شعبه، يعكس حس القائد العظيم لدى جلالته، لأنه حول هذا التنوع بالذات تنبني الوحدة والالتفاف حول الملك".