زار وزير الشؤون الخارجية السينغالي، ماديكي نيانغ، يوم الخميس المنصرم، الرواق المغربي بالمعرض الدولي لدكار. وقام الدبلوماسي السينغالي والوفد المرافق، بجولة عبر مختلف فضاءات الرواق المغربي، الذي يعد أحد أكبر الأروقة المقامة في إطار هذه التظاهرة، إذ تؤثثه 24 مقاولة من مختلف القطاعات. وأشاد نيانغ بالعلاقات الممتازة والعريقة التي تربط المغرب بالسينغال، وهو ما تدل عليه المشاركة القوية للمملكة في هذه التظاهرة، التي تعرف مشاركة عدة عارضين من إفريقيا وباقي القارات. ودعا نيانغ بهذه المناسبة، إلى تكثيف المبادلات التجارية بين البلدين، وإشراك القطاع الخاص والمستثمرين في تعزيز التعاون الاقتصادي بما يرقى لمستوى العلاقات الثنائية العريقة بين البلدين الشقيقين. وخصصت للرواق المغربي، الذي زين بألوان العلمين المغربي والسينغالي، مساحة تزيد على 800 متر مربع، ليكون نجم هذه التظاهرة، التي تعرف مشاركة عدة عارضين من إفريقيا ومن القارات الأخرى. وتؤثث المشاركة المغربية في المعرض الدولي لدكار مؤسسات عديدة تعرض منتوجاتها في البناء والأشغال العمومية والصناعة الغدائية والكيمياء والكهرباء والنسيج وقطع الغيار والخدمات، إلى جانب مشاركة مؤسسات أخرى مثل "ماروك إيكسبور" (المركز المغربي لإنعاش الصادرات)، الذي يرعى المشاركة المغربية، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، و"دار الصانع". وفي الافتتاح الرسمي للمعرض، الذي ينظم تحت شعار "الاندماج الاقتصادي الإقليمي"، حظي الرواق المغربي بزيارة وفد سينغالي رسمي يقوده الوزير الأول، سليمان نديني ندياي، الذي كان مرفوقا بعدد من المسؤولين المحليين. ومن شأن المشاركة المغربية في هذا المعرض الدولي أن تساهم في إبراز المنتوجات المغربية بشكل أكبر، كما تمنح الفرصة للمقاولين المغاربة المهتمين بالمنطقة لاستكشاف العديد من فرص الأعمال التي يمكن أن يتيحها هذا المعرض. وبمناسبة هذا المعرض، التقى نادي المستثمرين المغاربة بالسينغال بالفاعلين المشاركين، ضمن الرواق المغربي، حيث تمحورت المناقشات، خلال هذا اللقاء الذي عقد بحضور سفير المغرب بدكار، على الخصوص، حول ضرورة التوصل لاتفاق يهم التجارة والاستثمار مع فضاء الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا (8 دول بمنطقة غرب إفريقيا)، الذي وقعت أحرفه الأولى، منذ عدة سنوات. ومع دخول قوانين تهم فضاء الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا حيز التنفيذ، أصبحت الاتفاقيات الثنائية التي أبرمها المغرب مع البلدان الثمانية الأعضاء بهذا الفضاء متقادمة. وبالنسبة لجميع الفاعلين المغاربة، بات ملحا التوصل لاتفاق يتيح تيسير التعاون جنوب-جنوب، كما هو مأمول في إطار روح الشراكة المربحة لكلا الطرفين. ويشارك المغرب، منذ سنة 1996، في هذا المعرض المصنف، ضمن أهم المعارض الاقتصادية بالقارة الإفريقية. وستجرى بهذه المناسبة، العديد من لقاءات الأعمال والمبادلات التجارية المختلفة بين الفاعلين الاقتصاديين القادمين من جميع أنحاء العالم. واكتسب معرض دكار مع مرور الوقت نضجا واحترافية عالية، إلى جانب سمعة انعكست، من خلال التدفق القوي للزوار الذين فاق عددهم، خلال الدورة 18 التي نظمت سنة 2008، 200 ألف زائر، كما عرفت الدورة نفسها مشاركة نحو 500 مقاولة سينغالية، و800 مقاولة من 24 بلدا، في حين تسجل الدورة الحالية نتائج أفضل، حسب المنظمين. يذكر أن المركز المغربي لإنعاش الصادرات، الذي يشرف على المشاركة المغربية في هذه التظاهرة، يضطلع بمهمة تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لإنعاش وتنمية الصادرات على أرض الواقع. وتقدم هذه المؤسسة دعما للمقاولات المصدرة، سواء على مستوى المواكبة أو الإعلام أو التكوين، إلى جانب دعمها لمهام الاستكشاف التجاري للأسواق الخارجية.