أكدت وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة أمينة بنخضرة أن ريادة المغرب في مجال تطوير الطاقات المتجددة أضحت تحظى باعتراف الفاعلين المؤسساتيين والاقتصاديين في المملكة المتحدة وخارجها. وأبرزت بنخضرة، في حديث خصت به وكالة المغرب العربي للأنباء عقب زيارة عمل دامت يومين لبريطانيا، أن المخاطبين البريطانيين "يقرون بحكمة ودينامية السياسة التي ينفذها المغرب لتطوير قطاع الطاقات، خاصة الطاقات المتجددة". وشكلت الزيارات والندوات التي شارك فيها المغرب بالعاصمة البريطانية خلال السنوات الأخيرة فرصة ملائمة لإطلاع المخاطبين البريطانيين والدوليين على الرؤية والبرامج الاستراتيجية للمغرب في هذا المجال الجيواستراتيجي الذي يوجد في صلب التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأوضحت بنخضرة في هذا السياق أن اللقاءات التي عقدتها خلال مقامها بلندن مع العديد من المسؤولين الحكوميين وممثلي كبرى الشركات العاملة في القطاع تبرز المكانة المتزايدة التي يحتلها المغرب في هذا المجال. وقالت إن "هؤلاء المسؤولين والفاعلين "يقرون للمغرب بهذه الحكمة في إرساء دينامية للتنمية المتعددة القطاعات تواكبها رؤية ومخططات عمل واضحة جدا في مجال الطاقة، خاصة بفضل مخطط تطوير الطاقة الشمسية والطاقة الريحية". وأضافت أن "هذه البرامج التنموية تعد ثمرة رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي أعطى توجيهاته لتوفير جميع فرص النجاح أمام هذه البرامج ". وخلال زيارتها للندن، شاركت الوزيرة في ندوة هامة احتضنها مقر المعهد الملكي للشؤون الدولية حول آفاق الاستثمار في القطاع الطاقي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وهي الندوة التي أكدت موقع المغرب ودوره في ما يخص توجهات السوق الدولية للطاقة. وقالت بنخضرة إن "التجربة المغربية أضحت تحظى بالاعتراف وتستحق التشجيع والعمل على نشرها في الخارج"، مشيرة إلى أن المخاطبين البريطانيين أشادوا بالجهود المبذولة في هذا المجال من قبل المغرب، والتي تعكسها الاستراتيجيات التنموية التي يتم تفعيلها على المدى القصير، والمتوسط، والبعيد، مع آفاق تطور تمتد ل2020 و2030". وأكدت الوزيرة أن عددا من الشركات، خاصة البريطانية، ترغب في الاستثمار في مجال الطاقات المتجددة في المغرب، مضيفة أنه يرتقب أن تحل هذه الشركات بالمغرب لتقديم طلبات ملموسة. وأوضحت أن مقاولتين بريطانيتين حددتا مناطق بالمغرب ترغب في إنجاز مشاريع للطاقة الريحية فيها. المحطة الريحية بطرفاية ومحطة آسفي نموذجان للتعاون البريطاني المغربي من جهة أخرى، أعربت المسؤولة المغربية عن ارتياحها لدخول الشركة البريطانية "باور إنترناشيونال" للسوق المغربية. ويرتقب أن تشيد هذه المجموعة، الرائدة عالميا في مجال الطاقة الريحية، محطة لإنتاج الطاقة الريحية بطرفاية قدرتها 300 ميغاواط. وقالت بنخضرة، إن "هذا المشروع سيكون نموذجا بالنسبة للشركات البريطانية الأخرى"، مؤكدة أن محطة آسفي لتوليد الكهرباء انطلاقا من الفحم ، ستكون الأكبر في المغرب بطاقة 1320 ميغاواط. وأشارت لى أن هذين المشروعين اللذين أطلقا في طرفاية وآسفي يبرزان أن المغرب بلد منفتح ويمنح بعض المستثمرين امتيازات، مؤكدة أن المغرب يشتغل مع مستثمري كافة الدول شرط أن تتوفر على الخبرة والدعم المالي الضروري. التواصل وسيلة فعالة لتعزيز الشراكة وأبرزت الوزيرة الضوء على أهمية التواصل باعتباره وسيلة فعالة لتعزيز الشراكة المغربية البريطانية ورفع مستوى تطلعات مسؤولي البلدين. وأشارت إلى أن هذه الندوة التي نظمت بمبادرة من سفارة المغرب في لندن مكنت من إبراز المكانة الجيدة للمغرب في السوق البريطانية والتعريف بديناميته. حملة التنقيب التي قامت بها "سايركل أويل" بالغرب: "عملية إيجابية" وبخصوص موضوع حملة التنقيب التي قامت بها مؤخرا شركة "سايركل أويل" بمنطقة الغرب، أوضحت السيدة بنخضرة أنها كانت "إيجابية". وقالت إنه منذ بداية أشغال الحفر بالمنطقة منذ سنتين حققت الشركة نجاحا كبيرا، مضيفة أن "كل الأبحاث التي تم القيام بها كانت إيجابية باستثناء واحد". غير أنها قالت إن "الأمر يتعلق بآبار صغيرة أو جيوب للغاز" وأن التقييم الذي سيتم القيام من الآن وإلى غاية يونيو المقبل "سيمكن من بلورة فكرة دقيقة حول الاحتياطات". وأبرزت أن الشركة وضعت أنابيب للغاز لربط الآبار الجديدة ببعض المستهلكين"، مشيرة إلى أن "هذه الإجراءات تهدف إلى الرفع من الإنتاج الذي يظل محدودا". وأكدت أنه "لا يمكن القول أن الأمر يتعلق باكتشافات كبرى، غير أنه من المهم جدا التوفر في هذه الحالة على نتائج إيجابية". وفضلا عن مشاركته فيه ندوة شتام هاوس عقدت السيدة بنخضرة جلسات عمل مع ممثلي العديد من الشركات البريطانية التي تسعى إلى الاستثمار في قطاع الطاقة بالمغرب. كما أجرت مباحثات مع وزير الطاقة والتغير المناخي كريس هون وكاتب الدولة المكلف بالطاقة والتغيرات المناخية شارلز هندري.