قالت نزهة الصقلي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، إن إضفاء جلالة الملك محمد السادس لرعايته المولوية السامية على أشغال هذا المؤتمر، يدل على الاهتمام البالغ والرعاية، التي يوليها جلالته لقضايا الطفولة بمختلف فئاتها. وأضافت نزهة الصقلي، في كلمة ألقتها خلال افتتاح الاجتماع الوزاري للمؤتمر العربي الرابع رفيع المستوى، أول أمس الاثنين، بمراكش، إن الاجتماع الوزاري يشكل حلقة أساسية في مسلسل جرى إطلاقه على مستوى الدول العربية للنهوض بحقوق الطفل من خلال خطة العمل العربية 2004 - 2015 في قمة تونس 2004، كمشروع مشترك يوحد الدول العربية، ويمثل دلالة قوية لالتزامها من أجل بلوغ أهداف الألفية للتنمية، وتفعيل مخطط العمل الدولي "عالم جدير بالأطفال". وأوضحت الصقلي أن تقييم مخطط العمل العربي المنجز من قبل الأمانة العامة، يبرز المجهودات المهمة المتخذة من قبل الدول العربية في مجال النهوض بحقوق الطفل، مثل إحداث مجالس ومراصد مؤسسات مكلفة بقضايا الطفولة في مجالات مهمة، مثل التمدرس وحماية صحة الأطفال، مؤكدة ضرورة مواصلة هذه المجهودات لبلوغ الأهداف المسطرة في مخطط العمل العربي الثاني، وكذا تحقيق أهداف الألفية للتنمية. وأكدت وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن ضرورة سن سياسة وقائية واستباقية لحماية الفتيات والنساء من كل أشكال العنف، واستئصال ظاهرة ختان البنات، وتشغيل الأطفال، والتنديد بتزويج القاصرات وجرائم الشرف، ومحاربة ظاهرة أطفال الشوارع، وكل أشكال العنف والاعتداء والاستغلال الجنسي والجسدي ضد الأطفال، كما جاء في التقرير العربي حول إعمال توصيات الأمين العام للأمم المتحدة لمحاربة العنف ضد الأطفال. وأشارت الصقلي إلى أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية جاءت للتقليص من الفوارق المجالية أو المبنية على النوع الاجتماعي ومحاربة الفقر والهشاشة والتهميش. وكانت أشغال الاجتماع الوزاري للمؤتمر العربي الرابع رفيع المستوى لحقوق الطفل، الذي تنظمه وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، بتعاون مع جامعة الدول العربية، انطلقت، صباح أول أمس الاثنين، بقصر المؤتمرات بمراكش، بمشاركة خبراء ومسؤولون من قطر، ومصر، وسوريا، والعراق، وعمان، وفلسطين، والكويت، وليبيا، والمغرب، بالإضافة إلى ممثلين عن المجلس العربي للطفولة والتنمية والمكتب الإقليمي لليونيسيف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويأتي هذا الاجتماع لبحث سبل تعزيز مبادرات الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية في مجال الطفولة، وتقييم منجزاتها في أفق تحقيق أهداف الألفية للتنمية، وتقييم الجهود التي تبدلها الدول العربية من أجل النهوض بحقوق الطفل والوقوف على التحديات، التي تواجه تلك الحقوق، والعمل على تقييم الخطة العربية الثانية للطفولة (2004 /2009)، ورصد مدى تقدم الأهداف الإنمائية وأهداف "عالم جدير بالأطفال إقليميا ووطنيا"، فضلا عن مراجعة وتطوير الخطة العربية للسنوات الخمس المقبلة. ويندرج مؤتمر مراكش، وهو الرابع من سلسلة المؤتمرات، التي تنظمها الجامعة العربية لتعزيز ثقافة حقوق الطفل على مستوى المنطقة العربية، في سياق المبادرة الدولية لعالم جدير بالأطفال، فضلا عن أنه فرصة لمواكبة الأهداف العالمية الإنمائية للألفية. وتكتسي أهمية المؤتمر من خلال التزام الدول العربية بتحقيق الأهداف العالمية المتعلقة بالطفولة والتنمية البشرية وحقوق الطفل، وحشد الدعم الدولي للمشاريع المتعلقة بالطفولة، وتدعيم جهود الدول العربية، والمساهمة في إبراز حاجيات وحماية الأطفال الفلسطينيين، وتجديد الالتزام العربي تجاه إعمال حقوق الطفل، وتعزيز آليات تنفيذ العمل العربي المشترك في مجال النهوض بهذه الحقوق، فضلا على تقوية آليات تفعيل خطة العمل العربية، خاصة من خلال تعزيز الشراكة مع المجتمع المدني، وإشراك الطفل في إعمال الخطط المتعلقة بحقوقهم.