يتيح معرض الفرس بالجديدة، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى غاية 24 أكتوبر الجاري، لزائريه المهتمين فرصة للتعرف على وسائل العناية بالخيل والبيطرة عبر الحضارات.وأبرز المعرض التاريخي، الذي ينظم في إطار مشاركة القوات المسلحة الملكية في الدورة الثالثة للمعرض، وتنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، هذا الجانب تحت شعار "العناية بالخيل والبيطرة عبر الحضارات". ويستعرض المعرض التاريخي، الذي تنظمه اللجنة المغربية للتاريخ العسكري ومفتشية الخيالة للقوات المسلحة الملكية، بعض جوانب التراث، الذي أفرزته مختلف الحضارات، والمتعلق بكيفية الاعتناء بالخيل وبصحتها. ويرتكز حول خمسة محاور: "فترة ما قبل الإسلام"، و"الحضارة العربية الإسلامية"، و"الحضارة الغربية (من نهاية العصر الوسيط إلى النهضة)"، و"في الثقافة والعادات المغربية"، و"المصحة البيطرية للمدرسة الملكية لخيالة القوات المسلحة الملكية". هكذا، يتيح المعرض للزائر فرصة الاطلاع على تاريخ علوم الخيل والبيطرة ما بين الماضي والحاضر، عبر الانتقال من المسارات المستخلصة من النظريات والتطبيقات البيطرية المكرسة للفرس والعناية به والرفع من شأنه. كما يقف الزائر على مختلف المحطات التاريخية للطب البيطري، انطلاقا من فترة ما قبل الإسلام، حيث سادت "نظريات الأمزجة" عند المصريين القدامى، وشعوب آسيا والإغريق والرومان، ومرحلة الحضارة العربية الإسلامية وازدهار الفن البيطري، وعصر نهضة الحضارة الغربية، التي عرفت تأسيس المدارس البيطرية، ابتداء من القرن الثامن عشر، لتشهد تطورا حقيقيا للعلوم البيطرية. وخصص المعرض فضاء خاصا ليتمكن المهتمون من الاطلاع على تطور الطب البيطري بالمغرب، من خلال الدور الذي قامت به كل من جامعة القرويين بفاس، ومدرسة ابن يوسف بمراكش، في تقدم علومه النظرية والتطبيقية، وهو الذي ترعاه في الحاضر المدرسة الملكية لخيالة القوات المسلحة الملكية، بفضل العناية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس . ويضم هذا المعرض حوالي 300 تحفة (قوالب، منحوتات، رسوم، مخطوطات وغيرها)، فضلا عن عرض لنموذج حي لقاعة الجراحة عبر "تقنية العرض التسلسلي"، يحاكي بالملموس مختلف مراحل عملية جراحية أجريت لفرس "نصر"، بالمصحة البيطرية لفرقة الخيالة للقوات المسلحة الملكية، الفريدة من نوعها في إفريقيا، التي تنجز 25 عملية جراحية سنويا، منها 85 في المائة، تتعلق بالجهاز الهضمي، و10 في المائة عبارة عن عمليات تقويمية للجهاز الحركي . ويسهر على هذه المصحة طاقم طبي مكون من ثلاثة أطباء بيطريين، و12 ممرضا، و10 ماريشاليين، تحت إشراف رئيس المصلحة البيطرية. كما تضم جناحا إداريا وورشة للماريشاليين، ومختبرا مجهزا، وصيدلية، وجناحا للجراحة، يتكون من قاعة للفحص، وأخرى للتنظيف، وغرفة للتخدير والإفاقة، وقاعة للعمليات. وتنفيذا للتعليمات الملكية السامية، ضم المعرض هذه السنة، ولأول مرة، فضاء خاصا بالطفل، إذ يتمكن الأطفال، وبمساعدة أستاذ مشرف، من استكمال معلوماتهم عن الفرس، وإغناء ثقافتهم حول شعار المعرض . وخصصت اللجنة المغربية للتاريخ العسكري كتيبا تفصيليا حول هذا المحور، بالإضافة إلى وسائل حديثة كالحواسيب لتسهيل مهمة توصيل المعلومة إلى الطفل. وبخصوص المخطوطات المعروضة وسط هذا الرواق، نجد "كتاب أسرار الطب" لابن زهر، و"الجمع في مفردات الأدوية والأغذية" لابن البيطار، و"كتاب البيطرة" للصاحب بن حنا، و"مختصر في الطب" لابن حبيب وغيرها. وإلى جانب رواق القوات المسلحة الملكية، تضم فضاءات معرض الفرس بالجديدة أروقة لخيل وخيالة الحرس الملكي، والدرك الملكي، والقوات المساعدة، بالإضافة إلى رواق المديرية العامة للأمن الوطني.(و م ع)