أسفر انقلاب قارب للبحث العلمي، السبت الماضي، في عرض الشاطئ الساحلي لمنتجع الوليدية، عن مصرع أستاذ باحث، وإصابة أستاذين آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، جميعهم تابعون للمركز الوطني لأبحاث الصيد البحري بالدارالبيضاء.وعلمت "المغربية" أن ثلاثة أساتذة باحثين تابعين للمركز، كانوا يباشرون، السبت الماضي، أبحاثهم العلمية، التي انصبت على دراسة علمية للثروات السمكية والكائنات "الأسينولوجية"، التي يزخر بها بحر هذه المنطقة، الواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي الجديدة وآسفي، بحيث تعتبر متميزة وغنية بمؤهلاتها الطبيعية والسياحية والبحرية والفلاحية. وكان الأساتذة الباحثون خرجوا في رحلتهم العلمية والاستكشافية، على متن قارب، في ظروف غير ملائمة، تميزت بتهاطل الأمطار، وهبوب رياح عاتية، وهيجان البحر، ولحظة وجودهم، في حدود الساعة السادسة والنصف من مساء السبت الماضي، على بعد بضعة أمتار من الشاطئ الرملي للوليدية، انقلب فجأة قاربهم، إثر موجة قوية، بارتفاع 6 أمتار، وألقت بهم في الماء، فارتطم رأس أحد الأساتذة بقوة مع القارب، الذي غطى جسده، وفقد وعيه، وشوهد وهو يغرق، والأمواج تجره إلى داخل المحيط الأطلسي، قبل أن يختفي نهائيا. وهرعت إلى الشاطئ عناصر الفرقة الترابية بمركز الدرك الملكي بالوليدية، وكذا فرقة دركية خاصة من سرية سيدي بنور. وباشر المتدخلون عملية الإغاثة، أسفرت عن إنقاذ أستاذين باحثين، من موت محقق، بعد إصابتهما بجروح متفاوتة الخطورة، فيما حال سوء أحوال الطقس والرياح العاتية، وهيجان البحر، وارتفاع علو الأمواج، وحلول الليل، دون العثور على الضحية الثالث، الذي يكون قد لقي حتفه غرقا في مياه المحيط الأطلسي، حيث مازالت جثته تقبع في أعماق البحر. ورغم فقدان الأمل في العثور على الضحية حيا، تواصلت الأبحاث، في عرض ساحل البحر إلى حدود العاشرة ليلا، قبل أن تتوقف للأسباب القاهرة، سالفة الذكر. وعلمت "المغربية" أن ثلاثة دركيين، ضمنهم قائد سرية الدرك الملكي بسيدي بنور، كادوا أن يلقوا مصرعهم، في عرض الساحل الأطلسي، خلال عملية الإنقاذ، التي وصفت ب"الخطيرة".